"مناهج تعليمية للألعاب الإلكترونية" عاوز تقفّل لعبة.. شوف واتعلم: أهلاً بك فى مدرسة «الجيمرز»
«الجيمرز» يصنعون فيديوهات تشرح الألعاب الإلكترونية للمبتدئين
اختلفت ظروف نشأة كل جيل باختلاف التقدم التكنولوجى لوسائل الاتصال، وكلما تقدمت السنون، زاد التطور التكنولوجى، حيث أصبح وسط هذا الزحام التكنولوجى الذى يفرض نفسه علينا فى كل مكان.
شباب يصنعون فيديوهات تشرح كيفية «تقفيل اللعبة».. وبعضهم يرونها تنافس الأفلام فى نسب المتابعة
وُلد على يد جيل التكنولوجيا ما يعرف باسم «الجيمرز» وهو مجتمع افتراضى على شبكة الإنترنت يجمع آلاف الشباب والفتيات المتقاربين فى السن ما بين الـ15 سنة حتى 30 سنة، هو عالم له نجوم يتصدرون المشهد، ويصل عدد متابعيهم بين الـ 4000 حتى 10000 متابع فى كثير من الحالات، وجد الكثير منهم هذا العالم ملجأ ليقضوا فيه ساعات متواصلة دون كلل أو ملل، ولا يستثنى من هذا العالم الشباب المتزوجون أو حتى من لديهم عمل، بل إنهم يجدون برغم انشغالاتهم الكثيرة وقتاً كافياً يجلسون فيه أمام شاشة «الكمبيوتر» لإنهاء لعبة، بل إن البعض منهم رأى فى نفسه «بروفيسور ألعاب» حتى خصص بعض وقته لصنع فيديوهات توضيحية تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى يصحبها أداء صوتى كأنه معلق رياضى ليشرح كيفية لعب لعبة ما للمبتدئين وكيفية الوصول إلى المراحل النهائية فيها بأسهل الطرق حتى أصبح لهم متابعون بالآلاف ينتظرون منهم دائماً مزيداً من الفيديوهات لكل لعبة جديدة فى سوق الألعاب التكنولوجية.
وبسؤال أحد «الجيمرز» المحترفين عن تجربته قال «الجيمر» خالد محمد، 18 سنة، إن صناعة الألعاب فى الوقت الحالى منافس قوى فى المجال الترفيهى فهى تنافس على سبيل المثال الأفلام من ناحية المبيعات والمتابعين، بل إنها فى أحيان كثيرة تتخطى صناعة الأفلام، وتابع «خالد»: يأتينى الكثير من الأسئلة من المتابعين لفيديوهات شرح الألعاب وأرد على الأسئلة كلها بنهاية كل أسبوع حيث أخصص من وقتى أسبوعياً 15 ساعة لتلك المهمة، ووصل الأمر لدرجة بيتم عمل تقييمات ونقد للألعاب لمتابعة أخبار صناعة الألعاب، وأكمل أنه قام بإنشاء قناته للألعاب بالتعاون مع زميليه محمد عشماوى وأمير عبدالفتاح، وأضاف أنهم اهتموا أن يقدموا محتوى احترافياً أى أن يكون للقناة إنتاج وإعداد جيد وكتابة سكريبت جيد.
ووصف «خالد» الألعاب بأنها أصبحت من الصناعات المهمة، فقد تصل تكلفة اللعبة مليار جنيه، لذا كان من الطبيعى أن ينشأ بجانب تلك الصناعة صناعات أخرى صغيرة تخدم عليها مثل فيديوهات وقنوات اليوتيوب التى تعطى نصائح للجمهور وتعلمهم كيفية التعامل مع هذه الألعاب والفوز فى كل مراحلها، أما عن نظرة البعض للألعاب بأنها أمور «تافهة» قال «الجيمر» إن لهم جمهوراً كبيراً فى العالم العربى ينتظر فيديوهاتهم، وأن الأمر يشبه الرياضة والسينما فلها أخبارها ومتابعوها».
أما عن وصول البعض لمرحلة إدمان الألعاب قال «الجيمر» خالد سالم 26 سنة، إن ألعاب الفیدیو سلاح ذو حدین لأنها ممکن أن تدمر حیاتك «لو عِشت أونلاین» أو تجعلك تکتسب خبرات وثقافات ولغات شريطة استخدامها بشكل صحيح.
وتابع أن دوره كـ«جيمر» يعادل دور الإعلام فى تعريف الجمهور بأمور معينة وتقديم تحليلات للعبة وأحياناً توجيه النقد لمصمميها، وأنه برغم أن هذا يستغرق منه وقتاً طويلاً إلا أنه لا يأتى على حساب عمله كمحاسب لإحدى الشركات، حيث إنه يقضى يومه فى العمل صباحاً، ويقوم بعمل تلك الفيديوهات لشرح «الجيمز» مساءً، وأضاف أنه ليس إدماناً لأن مراحل الإدمان تتعدى ذلك «وبنشوف ده بره مصر، شباب بيفضلوا قاعدين يلعبوا جيمز لمدة 10 ساعات متواصلة بشكل يومى»، إنما الحالات فى مصر ممكن نسميها شغف عالى المستوى، بالطبع يؤثر الموضوع على البعض خاصة الطلاب من حيث الاهتمام، لكنه أكد أن الأمر لم يصل لدرجة أن يترك طالب دراسته للألعاب، الموضوع ليس أكثر من أن الشخص بيضطر يضحى ببعض الأولويات فى حياته، ولكى تنضم لهذا المجتمع فسوف تحتاج إلى هذه الأدوات حسب قول «الجيمر» وليد عصام الشهير بـ«فلاميس» داخل «الجيمز كوميونتى»: (كمبيوتر بلايستيشن 4 أو إكس بوكس ومايك بالإضافة إلى ألعاب أصلية - سعر أقل لعبة 200 جنيه - بالإضافة إلى برنامج مونتاج احترافى وبرنامج فوتوشوب).
وأكمل أن «الجيمر» يستطيع جنى أموال نتيجة الإعلانات التى تأتى له من الشركات وفقاً لعدد متابعيه، وأن سبب عشقه للألعاب «إنك تستطيع خلق عالمك الذى لا تستطيع أن تخلقه على أرض الواقع».
وعن نشأة مجتمع «الجيمرز» قال: كانت البداية فى عام 2011 حيث انتشرت تلك الفكرة على الإنترنت، فكرة «الكوميونتس» مقتبسة من شباب غير عربى ولكن بدأ ظهورها الملحوظ ما بين عامى 2012 و2014 حيث أصبح الآلاف من أبناء هذا الجيل يقضون معظم يومهم أمام شاشة الكومبيوتر.