المصريون فى رسومات الأطفال: شهداء ومسلحون
السياسة التى طغت على كل تفاصيل الحياة، وصلت إلى جناح الأطفال فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث خُصص فيه جزء لثورة 25 يناير، عبر فيه الأطفال، من خلال رسوماتهم، عن موقفهم من الثورة وأحلامهم فى المستقبل.
حلا أحمد، (7 سنوات)، شاركت بلوحة رسمت فيها جموعاً غفيرة تملأ الشوارع، وتنادى بمطلب واحد «عايزين الأمن والأمان لمصر»، فى يسار اللوحة تظهر الكنيسة، وعلى اليمين يظهر المسجد الذى كتبت عليه «حلا» عبارة «كلنا واحد.. لا إله إلا الله». الثورة فى عينى أمينة يسرى، (9 سنوات)، عبارة عن أم لها أبناء كثيرون وعليها أن تحتويهم وتحتضنهم، رغم اختلاف انتماءاتهم وأشكالهم، أما مريم سامح، (9 سنوات)، فلم تنس شهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم من أجل مصر، فرسمت فى لوحتها شمساً مشرقة ووروداً متناثرة على كل منها وجه شهيد وزيّنت اللوحة بعبارة «ورد الجناين».
«تنمية الجانب الفنى لدى الأطفال، وربطه بالجانب الإنسانى» هو هدف المركز الثقافى للطفل، المسئول عن هذا الجناح، بحسب أحمد حسن، المسئول بالهيئة العامة للكتاب، الذى لا تقتصر أنشطته على الرسم فقط، بل هناك أنشطة أخرى مثل الطين والصلصال والأراجوز والتمثيل وورش أورجامى وطباعة على القماش ولكن أبرزها على الإطلاق هو الرسم؛ لأن الرسومات المعروضة سبق أن فازت بجوائز فى معارض سابقة.
ظهور السياسة فى رسومات الأطفال لا تجده ميرفت محمد، أحد المسئولين عن الجناح، غريباً، وتقول إن التشاؤم سيطر على خيال الأطفال تجاه مستقبل مصر، ففى إحدى المسابقات التى نظمتها وطلبت من الأطفال تصور مستقبل مصر بعد 20 عاماً، سيطرت روح الحرب على رسوماتهم ولم تخرج تصوراتهم لمستقبل مصر سوى فى رسم دبابة أو عسكرى أو مدفع، معلقة: «للأسف السياسة شوهت أطفالنا.. وما رأيناه على مدار عامين أفقدهم معنى الأمل فى الحياة»، واستشهدت بطفل يدعى يوسف (4 سنوات)، طلبت منه رسم لوحة تعبر عن مصر فسألها: «ارسم الراجل اللى كانت الشرطة بتضربه وهو عريان؟».