"هيومان رايتس ووتش": نصف الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان خارج الدراسة
صورة أرشيفية
يكره اللاجئ السوري "صدام الخليف" الذهاب إلى المدرسة ويقضي معظم أيامه إما في مشاهدة التلفزيون أو اللعب خارج الخيمة في مدينة سعد نايل شرقي لبنان حيث يعيش مع أسرته منذ الفرار من الحرب الأهلية في بلاده منذ خمس سنوات مضت.
شقيقا "الخليف" الأكبر منه أيضا لا يريدان الذهاب إلى المدرسة ويصران على العمل لإعالة الأسرة بسبب معاناة والدهم، حسين، من آلام مزمنة بالرأس والمعدة تمنعه من العمل.
وقال "الخليف"، 11 سنة "أحب اللعب وأفضل أن أذهب إلى العمل على أن أذهب إلى المدرسة"، وكان يرتدي بيجامته ظهر أمس الثلاثاء ويجلس على كرسي بلاستيكي يشاهد الرسوم المتحركة على التلفزيون داخل الخيمة مضيفا: "ذهبت إلى المدرسة لستة أشهر في لبنان ثم توقفت"، دون أن يفصح عن السبب، وقال إنه سيبحث عن عمل لإعالة أسرته.
و"الخليف" بين عشرات الآلاف من الأطفال السوريين في سن المدرسة المسجلين في لبنان الذين لا يريدون الذهاب إلى المدرسة.
وكان تقرير أصدرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" ذكر أن أكثر من نصف الأطفال السوريين في سن الدراسة المسجلين في لبنان البلغ عددهم ما يقرب من 500 ألف طفل لا يذهبون إلى المدرسة ولا يحصلون على أي تعليم رسمي.
ونتائج المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أوضحت المخاوف بشأن نمو جيل كامل من الأطفال السوريين بدون تعليم.
ومثل الخليف، لؤي محمد، 10 سنوات، لا يريد الذهاب إلى المدرسة، قائلا إنه ذهب مرة ولم يدرس الطلاب وإنما لعبوا طوال اليوم.
وأضاف أنه من الأفضل له البقاء في الخيمة المؤقتة بدلا من السير إلى المدرسة كل يوم ومواجهة خطر تعرضه لحادث سيارة، فيما لم يرد الطفلان الإفصاح عن معلومات إضافية للصحفيين.
وأضافت المنظمة الدولية الرائدة في مجال حقوق الإنسان أنه على الرغم من سماح لبنان بتسجيل الأطفال اللاجئين السوريين مجانا في المدارس الحكومية إلا أن محدودية الموارد والإقامة، وكذلك القيود المفروضة على العمل على أولياء الأمور تبقي الأطفال بعيدا من الدراسة.
وتقول "هيومان رايتس ووتش" إن مشاكل السكن تحد من حرية الحركة في لبنان بالنسبة للاجئين والفقر المدقع يحد من قدرة الآباء على إرسال أبنائهم إلى المدارس والإسهام في زيادة عمالة الأطفال.
ويتحرك السوريون بدون تصاريح إقامة ويمكن أن يواجهوا مشاكل مع السلطات منها إلقاء القبض عليهم.
وطبقا للتقرير، هناك ما يقرب من 500 ألف طفل سوري تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وثمانية عشر عاما في لبنان.
وفقط 158 ألف طفل غير لبناني، معظمهم سوريين، ألحقوا بالمدارس العامة، وألحق نحو 78 ألف طفل بالمدارس الخاصة وشبه الخاصة، بحسب المنظمة.