أطفال مكفوفون يلعبون «تنس طاولة»: الرياضة للجميع
الأطفال المكفوفون وهم يمارسون لعبة تنس الطاولة
كانت نبضات قلوبهم تزداد خفقاً مع سماع دوى ارتطام الكرة الحديدية بالطاولة، وكلما تقدمت نتائج أحد المتسابقين، ازداد حماساً وتعالت أصوات التشجيع داخل القاعة.تنظيم مباراة تنس طاولة للمكفوفين يراه البعض تحدياً كبيراً، فكيف يتسنى لفاقد البصر أن يتحلى بسرعة البديهة، ويتتبع تحركات الكرة الصغيرة تلك المهارات المطلوب توافرها فى لاعب تنس الطاولة، الأمر الذى لم يتعذر على أطفال من مكفوفى جمعية «رسالة»، تحدوا أنفسهم قبل المنافسين، لممارسة تلك الرياضة الشيقة.
كرة حديدية يصعب كسرها كلما سقطت على الأرض، ويتخلف عنها صوت واضح يحدد للمتسابق موقعها بدقة، وطاولة خاصة بالمكفوفين، شبكتها ذات مسام واسعة لسهولة تمرير الكرة، هو ما وفرته الجمعية ليتسنى للمكفوفين لعب مباريات تنس الطاولة، وفقاً لما أوضحته «شيماء صلاح»، إحدى المتطوعات.
«ممارسة الرياضة شىء مهم للشخص السليم والكفيف، لكن بعض فاقدى البصر يتعذر عليهم ذلك، إما لعدم ثقتهم فى أنفسهم، أو لقلة الأماكن التى تساعدهم على ممارسة الرياضة، من هنا حاولت الجمعية مساعدتهم على ذلك بتنظيم مسابقات وبطولات رياضية للمكفوفين فى ألعاب رياضية مختلفة، أو حتى تشجيعهم على عمل التمارين الرياضية العادية»، حسب «شيماء».
فرحة كبيرة يشعر بها متسابقو تنس الطاولة كلما شاركوا فى مباراة من تلك التى يتم تنظيمها مرتين أسبوعياً خلال موسم النشاط الصيفى، بينما تقتصر على مباراة واحدة أسبوعياً وأحياناً شهرياً خلال فترة الدراسة، فتقول «شيماء»: «مفيش رياضة صعبة على الكفيف، ولمسنا بالفعل تفوقهم فى رياضتى تنس الطاولة وكرة الجرس، ونسعى حالياً لتشكيل فريق سباحة، وغيرها من الرياضات، التى تُمارَس مجاناً لتنمية قدرات الأطفال المكفوفين وتنشئتهم بشكل سليم».