طفل يدير مزرعة دواجن: باصرف على نفسى
الطفل أحمد صاحب مزرعة الدواجن
وجه أبيض باسم تحوم حوله حفنة من الطيور، اختلطت رفرفة أجنحتها بدقات قلبه، تحلق عيناه فى الفضاء سارحاً وسط الحمائم المتناثرة بين أبراجها الخشبية العالية المشيدة حوله، هو ليس شاباً يبحث عن فرصة عمل، أو يحلم بمشروع خاص، أو موظفاً يبحث عن مصدر إضافى للدخل يعينه على قضاء احتياجات أسرته، إنما حالة حب تولدت بين طفل لم يبلغ الخامسة من عمره، وطيور أرسلها الله على الأرض لترسم مشهداً من جنته.
الأب وقتها، أيقن أن الأمر لم يكن مجرد «لعب عيال»، فالطفل «أحمد»، يسأله ويستفسر منه عن كل صغيرة وكبيرة تخص تربية الدواجن، لم يمر سوى عام واحد، حتى طلب من أبيه، أن يدير مشروعه الخاص بتربية الدواجن والحمام بمنطقة العزبة الجديدة بمحافظة كفر الشيخ، فشجعه على خوض التجربة: «لقيته عنده استعداد، وحماس مش بشوفه عنده شباب كتير اليومين دول، مستسلم للواقع وقاعد على القهوة، ومستنى الشغل ييجى لحد عنده».
يوم بعد يوم، بدأ «المستثمر الصغير» يكتسب الخبرة فى التربية، ويعرف أصول التعامل مع تجار الأعلاف ومربى الدواجن وتجارها: «أول حاجة بعملها أول ما أصحى، أطمن على كتاكيتى وحمامى، وأحط لها الأكل والميه، لو ماعملتش كده بيزعلوا منى»، كلمات بريئة تخرج على لسان «أحمد»، الذى بدأ حياته العملية قبل دخول المدرسة، وتربى على حب العمل، كما يحكى بفصاحته: «هما دول أصحابى، اللى ببقى مبسوط وأنا قاعد معاهم».
يفخر الطفل الذى لم يبلغ الخمسة أعوام، بمشروعه الصغير، وكونه عضواً نافعاً ومنتجاً فى مجتمعه وبيئته، فصار الآن صاحب قرار، بحسب ما يؤكد والده: «بقى عنده شخصية مستقلة، يقدر حد يزعله، يقولى أنا راجل كبير»، كما أنه أصبح أكثر ثقة واعتماداً على نفسه: «مابقاش ياخد المصروف وبيشترى لنفسه اللى هو عاوزه».