بين الحياة والموت.. اسم على «يافطة رخام»
عم مجدى
طوال 60 عاماً يعمل فى هذه المهنة التى ورثها عن والده، «الحفر على الرخام»، تجمع بين الحياة والموت، كتابة أسماء المتوفين على شواهد القبور، وأسماء الأثرياء على لوحات تُعلّق فى مداخل الفيلات والقصور، وبين الحالتين يستقبل «مجدى الساعى» زبائنه بتعبيرات مختلفة: «ميزة شغلتى أنها بتجمع بين الحياة والموت، باشوف دموع الناس، وهى بتطلب منى أعمل شواهد للى ماتوا، وفرحة بتلمع فى عيون ناس بتطلب أعمل لهم لوحات للعمارات والقصور اللى بتتبنى جديد، وبيكونوا لسه داخلين الدنيا».
«الليزر» قضى على الحفر اليدوى.. وفرص العمل أصبحت ضعيفة
تتطاير ذرات الرخام المحفور على عينى وملابس «عم مجدى»، فلا يتأثر بها أو يحاول مسحها، فقد اعتاد عليها: «من زمان اتعودت على كده، رغم أن المهنة صعبة وبتجمع بين الصنعة والفن، ومش أى حد يقدر يشتغلها»، قلة العاملين فى هذا المجال أعطت فرصة كبيرة لـ«عم مجدى».
قلة الإقبال على الشغل اليدوى جعلته لا يفكر فى رفع الأسعار، أكبر لوحة تُباع من 100 إلى 200 جنيه، وكلما قل الحجم قل السعر: «نفسى المهنة ماتموتش، حاولت أعلم ابنى زى ما أبويا علمنى، لكنه رفض أصله حابب مجال التكنولوجيا الغريب ده، فاكر إنه خلاص، راحت علينا».