«نداهة» القاهرة
عبدالبارى
سنوات طويلة يحلم برؤية القاهرة والعيش فيها، وعندما أتيحت له الفرصة مع زوجته وهو شاب، لم يكن يتوقع أن القاهرة قاهرة لأهلها فما بالك بالأغراب عنها، جاء «عبدالبارى محمد»، من أسيوط إلى القاهرة، عمل بائعاً متجولاً على أمل أن يتحسّن الحال، لكنه لم يتحسّن، عمل فى بيع الكثير من الأدوات المختلفة، حتى وصل عمره إلى 56 عاماً دون أن يُحقق أياً من أحلامه: «تعبت قوى وماكنتش أعرف أن القاهرة زى المطحنة تدخلها وماتعرفش تخرج منها إلا وانت على ضهرك».
جسده نحيل وخطواته بطيئة ويعانى من قرحة فى المعدة، تُسبّب له آلاماً ومتاعب، ومع ذلك لا تفارق الابتسامة وجهه: «كل يوم أمشى من المنيب للبدرشين، رايح جاى، علشان أبيع أى حاجة وأرجع بيها للعيال التلاتة».