التائبون عن الدخان: «المعسل» أفضل
صورة أرشيفية
قالوا إنها سبب رئيسى للإصابة بالسرطان والأمراض الصدرية التى تُعجّل بالوفاة، ورغم ذلك ازداد متعاطوها تمسُّكاً بها، ووجدوا فيها متنفسهم الوحيد للتخلّص من همومهم اليومية، والشعور بالمتعة حتى إن كانت مؤقّتة. إلى أن حدث ما لم يقدروا على تحديه، وباتوا مرغمين على هجرها، فقد قضت على الأخضر واليابس من ميزانياتهم، وباتت تلتهم قوت أطفالهم.
ارتفاع أسعار السجائر أجبر بعض المواطنين على تركها أو البحث عن بدائل
ارتفاع أسعار السجائر فى الأسواق مؤخراً، عقب مناقشة قانون القيمة المضافة، كان سبباً كفيلاً لاتخاذ البعض قراراً بالتوقُّف عن تعاطى السجائر، أو البحث عن حلول بديلة، تمهيداً لوقفها مستقبلاً.
كان «عماد محمد» واقفاً إلى جوار سيارته المعطلة فى عرض الطريق، وعلى وجهه «تكشيرة» لا تدرى هل سببها العطل المفاجئ أم «السيجارة» التى فارقت أصابعه رغماً عنه، بعد أن تضاعف سعرها: «كنت باشرب 4 علب فى اليوم، أيام ما كان سعر العلبة 9 جنيهات، فجأة بقت بـ11 وبعدها بـ12 وأكتر، وبقيت أشرب علبة كل يومين. لكن أسمع تانى عن زيادة واستنزاف لجيوبنا كده حرام.. بلاها أحسن وربنا يقدّرنا».
«هناكل لب ولبان»، قالها كلٌّ من «علاء عيد» و«محمد فرغلى»، صاحبى كشك فى منطقة الدقى، هذا التعليق الذى يبدو فكاهياً ينوى الصديقان تنفيذه حال استمرار ارتفاع أسعار السجائر: «الواحد مش ملاحق مشاكل بسببها، إما بسبب خناقات الزبائن معانا، اللى فاكرين إننا بنغلّى عليهم، أو لعجزنا إحنا شخصياً عن شرائها وشربها».
كلمات «علاء» فسّرها بمشاهد متكرّرة يعيشها يومياً بسبب السجائر: «حد يصدق أن البوكس وصلت لـ12 جنيه، والـLM بـ20 والمارلبورو بـ30، وياريتنا لاقيينها. تجار الجملة متحكمون فى السوق، والأسعار نار فى السوق السودا»، الأمر الذى اتفق معه «محمد»: «أنا صاحب كشك ومش قادر عليها، فما بالك بواحد أُجرى على باب الله، عنده عيال، يعمل إيه».
«حجر المعسل بـ2 جنيه ونص.. كتير علينا برضه، والواحد مابقاش عارف يعمل إيه.. نلف ورق شجر ونشربه، ولا نشترى سجاير صينى مسرطنة، ولا نتكل على الله ونقلد ناصر الدسوقى.. ما هو آخرة الكبت كده»، حسب «مدحت حسين»، فنى تركيبات معدنية.
الشاب الغاضب أكد أن تخليه عن تعاطى السجائر قرار ليس سهلاً، فأعباء الحياة كانت ترميه فى أحضانها، بسبب ضيق المعيشة، وتفكيره المتواصل للبحث عن مصادر لجنى الرزق، للإنفاق على بناته الثلاث: «أهى حاجة كنا بننفخ فيها همومنا، ومابقيناش قادرين عليها.. الواحد مننا بياكل طبخة واحدة فى الأسبوع، وهياكل الفراخ مابنجيبش غيرها، يبقى هنجيب منين تمن السجاير اللى كل يوم فى الطالع».
أما «مصطفى إسماعيل» فطرح بدائل كثيرة يلجأ إليها المواطنون فى الفترة الأخيرة للتغلب على أسعار السجائر: «كل واحد هيحل الموضوع بطريقته.. اللى هيجيب سجاير إلكترونية علشان يقلل تكلفة التدخين شهرياً، واللى هيلجأ للشيشة الإلكترونى، ودى الموضة دلوقتى، وفيه ناس هتروح للسجاير اللف، لأنها بتخلى الواحد يشرب أقل، وبكده هيتكلف أقل، وفيه ناس هتشترى المستورد المتهرّب اللى سعره أقل من السجاير المصرى، وأنا واحد منهم، باجيب السجاير المستوردة المتهرّبة من الجمارك، وسعرها أقل من المصرى، وبتتباع فى أكشاك كتير، لحد ما الواحد يقدر يبطلها نهائياً فى المستقبل».