هوليوود والفراعنة: «اقتباس» فـ«مغالطة» فـ«تشويه»
فيلم «gods of egypts»
تمثل الحضارة الفرعونية إحدى «التيمات» الأساسية فى أغانى وأفلام ومسلسلات هوليوود، فلا يمر عام دون أن تظهر أغنية أو فيلم أو حتى عرض أزياء فيه جزء مستوحى من الحضارة الفرعونية، بداية من عام 1912، حيث أنتج فيلم «كليوباترا»، أشهر الأفلام الأمريكية وقتها. زاد هذا الأمر خلال الأعوام الأخيرة، ففى عام 2014 كان إنتاج الفيلم الشهير «الخروج: آلهة وملوك»، الذى سبّب ضجة كبيرة، وفى العام الماضى ظهر الكثير من التقاليع فى هوليوود مستوحاة من الحضارة الفرعونية، أشهرها ظهور فيديو كليب للمغنية كاتى بيرى، وهى ترتدى الزى الفرعونى، وظهور الفيلم الوثائقى «قصة الإله»، للممثل الشهير مورجان فريمان.
فيلمان أمريكيان يقدمان محتوى سيئاً عن مصر
فى هذا العام، كان ظهور الحضارة الفرعونية والمصرية مكثّفاً، بداية من فيلم «ملوك مصر»، من بطولة الممثل الأمريكى جيرارد باتلر، والفيلم الأمريكى الآخر «x-men: apocalypse» بطولة الممثل هيو جاكمان، وجينفير لورانس.
فى فيلم «gods of egypts»، الذى يُعرض حالياً فى السينما الأمريكية، لا يقوم على وجود صراع بين الآلهة المصرية القديمة كما هو مفترض فى أسطورة إيزيس وأوزوريس، بل يظهر أحد الأبطال الأمريكيين ويُدعى «بيك»، وهو من يحارب «ست» بالتعاون مع «حورس»، فى تشويه واضح للتاريخ الفرعونى، ودون ذكر لبقية التفاصيل الخاصة بالأسطورة الفرعونية، كما يظهر الكثير من الرموز والديكورات التى لا تمت إلى الحضارة الفرعونية بصلة مثل «الفيلة». الفيلم الآخر هو «x-men: apocalypse» وهو فيلم أمريكى يدور بشكل فانتازى عن مجموعة من الأشخاص يمتازون بالقوى الخارقة والمسئول عنهم أساسه أحد آلهة المصريين القدماء، ويعمل الفيلم على تقديم مصر فى فترة أواخر السبعينات، وأوائل الثمانينات بشكل مخالف للحقيقة، فمصر فى تلك الحقبة من وجهة نظر مؤلف الفيلم تبدو وكأنها بلد متخلف لا يعرف أى شكل للحضارة، فلم تكن هناك مواصلات عامة، أو أماكن منظمة لبيع المنتجات، بل إن الناس يرتدون ملابس مهلهلة.
«نموذج للصراع الفنى بين الغرب والعرب المستمر منذ ظهور السينما فى العالم»، كلمات الناقدة خيرية البشلاوى، التى أكدت أن المتتبّع لتاريخ السينما الهوليوودية سيجد أن الحضارة الفرعونية والمصرية أحد العوامل الأساسية فى الأفلام التى تظهر: «السينما قامت على أعناق وأفكار اليهود المهاجرين من شرق أوروبا، كما يظهر فى الكثير من الكتب التى تمت ترجمتها، وهؤلاء اليهود يعمدون إلى التأثير على الشعب الأمريكى وتقديم النماذج التى يرغبون بها على هواهم، وبالتالى فإن الإساءة إلى العرب والحضارة الفرعونية جزء لا يتجزّأ من هدفهم».
تشويه الحضارة الفرعونية ليس وليد اليوم كما يبدو للبعض، حسب «البشلاوى»، بل بدأ منذ نشأتها، وهى تعمل على الإساءة إلى الحضارات القديمة، خصوصاً المصرية، لأنه جزء من الصراع الصهيونى العربى.