على كل لون يا «عروسة»
على كل لون يا «عروسة»
كانت تتبع أصابع يد والدتها، وهى تصنع لها العروسة وتحيك ثوبها، إلى أن تكتمل فى أبهى صورة، فتلعب بها مع إخوتها وصديقاتها، ثم تحتفظ بها فى غرفتها.. كبرت «ميرفت» وظل قلبها متعلقاً بالعرائس اليدوية، إلى أن طلب أحد المقربين منها صناعة عروسة يدوياً، فخاضت التجربة وفرحت بالنتيجة، خصوصاً بعد أن زيّنتها بالزى الفلاحى، وهنا جاءتها الفكرة، وتساءلت: لماذا لا تُطور فكرتها وتصنع عرائس مصرية أصيلة تنتمى إلى بيئات شعبية مختلفة؟
«ميرفت» تتحدى الغزو الصينى بأعمال نوبية وسيناوية وإسكندرانية
«نوبى، بدوى، سيناوى، إسكندرانى، فلاحى»، هى الأشكال التى صمّمتها «ميرفت مرزوق» بالعرائس، لتواجه بها غزو العرائس الصينية للأسواق، والتى فى رأيها تفتقر إلى الذوق والشكل والجودة، على عكس العروسة الشعبية، المصنوعة من خامات محلية، وتمنح صاحبها شعوراً بالهدوء. تحكى «ميرفت» عن مشروعها الصغير: «بدأت فى عام 2010، كان وقتها عمرى 24 سنة، كنت أصنعها بطرق بدائية وأنفّذها يدوياً من الألف إلى الياء، ثم فكرت أطوّرها وقدّمت على قرض بنكى لشراء ماكينة خياطة وتوالت الخطوات». قماش دمّور وقطن تستخدمه لتصنيع العروسة، ثم تقوم بتفصيل الزى بخامات مختلفة، تُحدّد وفقاً لطبيعة المنطقة التى تنتمى إليها العروسة: «الفلاحة بتلبس مشجّر، السيناوية جلابية سودا مطرّزة، الإسكندرانية بتحب الألوان فاتحة ومنديل بقويا». «ميرفت» التى تعيش فى منطقة «أرض اللوا» أغلب زبائنها أجانب، فهم يُقدّرون تلك العرائس بشكل كبير، وهذا لا يمنع إقبال المصريين الذى زاد فى الفترة الأخيرة: «الفكر اختلف، والناس بقت تحب ترجع للتراث»، من بين الأسباب المهمة التى تدفع الكثير من المصريات لشراء العروسة أنها تذكرهن بأمهاتهن وطفولتهن: «بيقولوا أنا هاشتريها علشان بتفكرنى بماما.. كانت دايما بتعملها لى». تصمّم «ميرفت» عرائس لأطفالها، وأحياناً تُقيم بها عروضاً تمثيلية: «عندنا فى الكنيسة، بنجمع الأطفال يوم فى الأسبوع، وبنعمل مسرح للعرايس»، ورغم سعر العروسة المنخفض، الذى يتراوح من 10 إلى 55 جنيهاً، فهو يحقق لها ربحاً مادياً يساعد فى مصروفات البيت: «حوالى 700 جنيه فى الشهر، وكان ممكن أتقاضى مرتب أكبر لو اشتغلت بشهادتى، فأنا خريجة كلية التجارة، لكن فضّلت العمل فى المجال الذى أحبه».