خبير سعودى: من الأفضل للعرب التعامل مع «ترامب» لأنه أكثر وضوحاً
أحمد آل إبراهيم
فضل الخبير السعودى المتخصص فى العلاقات الأمريكية - السعودية أحمد آل إبراهيم تعامل الدول العربية مع المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، لأنه أكثر وضوحاً، ويركز على مصالح بلاده الاقتصادية. وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن «فوز المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون سيضع مصر أمام تحد كبير، لأنها تدعم جماعة الإخوان وتساعدهم»، معتبراً أن التعامل مع «ترامب» هو السيناريو الأفضل للعرب. وقال إن «ترامب» يعبر عن وجهة نظر كثيرين فى الولايات المتحدة من الذين يخشون على مستقبل بلدهم من العناصر الإرهابية، وفى ظل التحديات التى تواجه الدول الأوروبية الكبرى مثل مشكلة الإرهاب واللاجئين والمشكلات الاقتصادية، وفى المقابل هناك شبه قناعة لدى كثيرين فى أمريكا بأن هيلارى هى الشخصية المناسبة لهذا المنصب خاصة فى ظل الدعم الكبير لها من قبل زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذى يحظى بشعبية كبيرة فى الأوساط الأمريكية حتى بين الجمهوريين.
■ فى نظرك، هل ترى أن هناك فارقاً بين «كلينتون» و«ترامب» فيما يتعلق بالنظرة إلى الشرق الأوسط؟
- الحقيقة أن هناك اتجاهين فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فيما يتعلق بمسألة الشرق الأوسط وقضاياه فى المنطقة، فبالتأكيد «كلينتون» هى استمرار لسياسات الرئيس الحالى باراك أوباما، وهو الرئيس الأمريكى الذى لا يفهم المنطقة كثيراً، وهى كذلك استمرار لسياسات الحزب الديمقراطى، وإذا كنا سنتحدث عن الفهم لقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن علينا ألا نعوّل كثيراً على «كلينتون».
«آل إبراهيم»: «كلينتون» تدعم الإخوان.. وفوزها يضع مصر أمام تحد كبير
■ لماذا؟
- لأن «كلينتون» بكل بساطة تدعم جماعة الإخوان، وعلى الأقل فإن مواقفها منذ أن كانت فى وزارة الخارجية الأمريكية جعلت هناك انقساماً فى الرأى داخل الإدارة الأمريكية حول الموقف من جماعة الإخوان، وهذا أعتقد أنه أمر خطير بالنسبة لدول الشرق الأوسط ولدولة مثل مصر.
■ وماذا عن الاتجاه الثانى المتمثل فى الملياردير «ترامب»؟
- «ترامب» بالأساس هو رجل أعمال، ويتحدث بلغة البينزنس والمصلحة، كلامه حاد صحيح، لكن أعتقد أنه قبل الانتخابات بنحو 3 أسابيع وهى الأسابيع التى سيتحدث فيها «ترامب» بشكل واضح عن سياساته الخارجية ومواقفه من القضايا المختلفة، وعن علاقات أمريكا مع الدول الأخرى. وفى نظرى أن «الحزب الجمهورى» أكثر فهماً لمنطقة الشرق الأوسط والمشكلات التى يواجهها مقارنة بـ«الحزب الديمقراطى» وبالتحديد فى هذه الفترة، خاصة أن قادة وزارة الدفاع الأمريكية هم من الجمهوريين، وكذلك الاستخبارات الأمريكية، كما أن الكونجرس الأمريكى أغلبيته حالياً من الجمهوريين، وبالتالى فوز مرشح جمهورى سيجعل الأمور أكثر راحة فى التعامل بالنسبة للشرق الأوسط ومصر.
■ لكن كما نعلم فإن «ترامب» مواقفه حادة تجاه العرب والمسلمين، وواجه انتقادات كثيرة لهذا السبب، ما رأيك؟
- هذا صحيح، «ترامب» تصريحاته كما قلت حادة، لكنى أعتقد أنها ستساعد على التمييز بين المسلمين الحقيقيين، وأولئك الذين يسيئون إلى الإسلام مثل العناصر الإرهابية، وسيحقق ما فشلت فيه الدول العربية والإسلامية طوال عشرات السنين الماضية، أعتقد أنه سينصف الإسلام.
«هيلارى» ستكون استمراراً لسياسات «أوباما» التى لا تفهم المنطقة.. وعلينا ألا نعوّل عليها كثيراً فى قضايا الشرق الأوسط.. و«الجمهورى» سيكون أكثر تدخلاً لمواجهة الإرهاب
■ وبالنسبة للمرشح «ترامب»؟
- بالنسبة لـ«ترامب» فإنه يعبر عن وجهة نظر كثيرين فى الولايات المتحدة من الذين يخشون على مستقبل بلدهم من العناصر الإرهابية، وفى ظل التحديات التى تواجه الدول الأوروبية الكبرى مثل مشكلة الإرهاب واللاجئين والمشكلات الاقتصادية، هناك قطاع كبير من الأمريكيين يعتقدون أن «ترامب» قادر على تأمين مستقبل أمريكا تجاه المتشددين، وبصفة عامة فإن «ترامب» يعكس موجة الاتجاه نحو اليمين المتطرف فى ظل المشكلات الأمنية التى تعانيها تلك البلدان، حتى إن عدداً كبيراً من الشباب، وفق المؤشرات، يدعمون «ترامب».
■ أعداد كبيرة من الشباب، ألهذا الحد؟ ولماذا؟
- نعم، «ترامب» يحظى بدعم واسع بين الشباب فى الولايات المتحدة، وفق المؤشرات التى تكشفها استطلاعات الرأى، ولأنهم يخشون كما قلت على مستقبل الولايات المتحدة من العناصر الإرهابية والمتشددين، وكذلك يخشون على مستقبل بلادهم فى ظل المشكلات التى ظهرت مع السود، وخروج بعض المنظمات السوداء الانفصالية، وهناك مدن مرشحة لأن يحدث فيها انفصال مثل تكساس وكاليفورنيا.
■ العلاقات بين «القاهرة» و«واشنطن» بشكل كبير باردة خلال الفترة الماضية، برأيك كيف ستتغير طبيعة تلك العلاقات بفوز «كلينتون» أو «ترامب»؟
- المشكلات التى حدثت فى العلاقات الأمريكية المصرية خلال الفترة الماضية، ولكى نكون واضحين أكثر، فى مرحلة ما بعد 30 يونيو، تعود إلى عدم الفهم الجدى من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمنطقة الشرق الأوسط وعدم تقديره للتحديات التى تواجهها مصر والمنطقة. وفى قناعتى، فإن «كلينتون»، إذا لم تغير من سياساتها وقناعاتها السابقة، فإن فوزها سيضع «القاهرة» أمام تحد كبير، نظراً لطبيعة العلاقة التى تجمع بين هيلارى وجماعة الإخوان، «كلينتون» هى من حمى الإخوان، وفوزها، فى حال لم تغير سياساتها السابقة، سيعنى مشكلة كبيرة بالنسبة لمصر.
سياسات «ترامب» ستنصف الإسلام لأنه يميز بين المسلم الحقيقى والإرهابيين
■ كأنك ترى أن السيناريو الأفضل بالنسبة للعرب ومصر هو فوز «ترامب»؟
- أنا أرى ذلك، إنه من الأفضل لنا التعامل مع «ترامب»، هو بكل الأحوال حتى لو كانت تصريحاته فى بعض الوقت حادة، إلا أنه مقارنة بـ«كلينتون» فإنه أكثر وضوحاً، كما أنه يهتم فقط أو بشكل كبير بالجوانب الاقتصادية، وبالتالى فإن العرب يمكنهم اللعب مع «ترامب» بورقة الاقتصاد، ولا ننس أن الملياردير الجمهورى لديه استثمارات فى دول عربية مثل الإمارات والسعودية. أيضاً فإن جماعات مثل الإخوان و«داعش» و«القاعدة» تلك الجماعات الإرهابية التى تهدد استقرار المنطقة ستجعل «ترامب» يتدخل للقضاء على هذه التهديدات، ولن يتركها بعيداً كما فعل «أوباما».