من بين 7 دول.. جمعية "هيبكا" المصرية تفوز بجائزة التميز في الحفاظ على بيئة البحر الأحمر
أعلنت الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن أن جمعية "هيبكا" المصرية هي الفائز بجائزة التميز البيئي في إقليم البحر الأحمر وخليج عدن لعام 2012، وذلك لريادتها في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، وتميزها في إدارة منظومة رباط المراكب السياحية "الشمندورات" على مدار العقدين الماضيين، والتي تمنع المراكب السياحية من استخدام المخاطيف للرباط على الشعاب المرجانية، نظرا لما تمثله من خطورة على هذه الشعاب، والتي تمثل قيمة بيئية واقتصادية كبيرة.
ومن المقرر أن تعلن الجائزة رسميا في المجلس الوزاري القادم للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن نهايه مارس المقبل، حيث وقع الاختيار على جمعية المحافظة على البيئة "هيبكا"، من خلال لجنة تحكيم مشكلة من محكمين من دول الإقليم بعد فرز الترشيحات المقدمة من الدول، وتقييمها طبقا للمعايير المعلنة للجائزة، التي تمنح مرة كل سنتين، وفقا لمعايير الترشيح والقواعد المنظمة لها.
وأنشئت الهيئة المانحة للجائزة في عام 1995، وهي نتاج للاتفاقية الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر لعام 1982، وتضم هذه الهيئة 7 دول وهي السودان، والسعودية، ومصر، واليمن، والأردن، والصومال، وجيبوتي.
وأكد عمرو علي، المدير التنفيذي لجمعية المحافظة على بيئة البحر الأحمر "هيبكا"، أن الجمعية تقدمت بمشروع "الشمندورات"، والذي يعتبر أكبر نظام لحماية الشعاب المرجانية في العالم، وذلك لأهميته البالغة وجدواه الاقتصادية من خلال حماية موارد مصر الطبيعية.
وأوضح المدير التنفيذي لـ"هيبكا" أن مشروع "شمندورات البحر الأحمر، والذي حصلت عنه الجمعية على الجائزة جاء بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي تمت في مطلع التسعينات، أن استخدام الخطاف على الشعاب المرجانية كان له أثر مدمر على الشعاب المرجانية، وخصوصا بمنطقة الغردقة، ومع نمو السياحة في المنطقة وتزايد أعداد الزوارق السياحية، كانت الحاجة الملحة لوجود نظام آخر للرباط، للتقليل من الأضرار التي تلحق بالشعاب المرجانية، والتي تمثل ثروة قومية يجب الحفاظ عليها، ولها قيمة اقتصادية تقدر بالمليارات.
واستمر العمل بمشروع "الشمندورات" حتى أصبح أكبر مشروع للشمندورات البحرية في العالم، حيث تجاوز عدد الشمندورات 1200 شمندورة بأيادٍ وخبرات وخامات مصرية، ليصبح عدد الشمندورات وأنظمة الرباط في البحر الأحمر ضعف عددها في المحميات الأسترالية وثلاثة أضعاف عددها في محميات فلوريدا بالولايات المتحده الأمريكية.
وأوضح عمرو علي أنه خلال الأعوام السابقة استطاعت الجمعية تطوير النظام المستخدم في مشروع "شمندورات البحر الأحمر" بتقويته من خلال خامات مصرية خالصة دون الاعتماد على الخامات المستوردة، لتقليل التكلفة، وكذلك ليتواكب مع الزيادة المطردة في أطوال وأحجام المراكب السياحية، كما استطاعت الجمعية إنشاء نظام تمويل ذاتي من خلال أعضائها من مراكز الغوص والمنشآت السياحية والفنادق والتعاون مع محافظة البحر الأحمر وجهاز شؤون البيئة، وذلك لتوفير التمويل بدون تحميل ميزانية الدولة أية أعباء، كما تعتمد الجمعية على تركيب شمندورات وحبال رباط للفنادق والمنشآت السياحية مقابل أجر، حتى نوفر الخامات من حبال ومستلزمات لباقى البحر الأحمر بالمجان، وتقوم الجمعية بدعم هذا المشروع بما يعادل 2.9 مليون جنيه سنويا من إيرادتها.
وأضاف أن "هيبكا" تضم أمهر الفنيين في تركيب أنظمة حبال الرباط، الذين اكتسبوا خبرة عظيمة طوال السنوات الماضية، حيث يعمل الفريق على صيانة النظام بأكمله، وعمل الصيانة اللازمة، والتركيبات الجديدة، طبقا لخطة عمل شهرية، بالإضافة إلى الحالات الطارئة، حين يتم إبلاغ الجمعية عن طريق مراكز الغوص والانشطة البحرية بفقدان أو تلف أي من الأنظمة، وتوفر الجمعية لفريق العمل أحدث الأجهزة الهيدروليكية، وأفضل الخامات اللازمة للتركيبات، بالإضافة إلى امتلاك الجمعية لثلاثة زوارق بحرية يستخدمها الفريق لإتمام أعمالهم.
ونوه المدير التنفيذي لـ"هيبكا" إلى أن الجمعية نجحت في توسيع نشاطها في مجال أنظمة الحبال الرباط، بالتعاون مع الهيئة الإقليمية لحماية الطبيعة بالبحر الأحمر وخليج عدن "PERSGA"، لتركيب عدد 50 مرساة بالمملكة العربية السعودية ثم الأردن، الأمر الذي لاقى نجاحا وصدى رائع، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات الجمعية في مجال التدريب على عمليات تركيب الحبال الرباط، وكذلك رفع قدرات البناء المؤسسي للجمعيات الأهلية العاملة في مجال البيئة في العديد من الدول المطلة على البحر الأحمر.