الرغبة الأولى «جامعة خاصة»: بفلوسى
صورة أرشيفية
الالتحاق بجامعة القاهرة أو إحدى الجامعات المرموقة كان حلماً يراود طلاب المرحلة الثانوية، إلى أن فقدت الجامعات الحكومية بريقها، واتجهت شريحة واسعة من الطلاب إلى الجامعات الخاصة، لا بسبب المجموع المتواضع، وإنما لرغبتهم فى الفوز بتعليم أفضل، ومخالطة شرائح اجتماعية راقية، والحصول على فرصة عمل مضمونة!
مميزات عديدة دفعت أصحاب المجاميع المرتفعة لاختيارها.. منها الحصول على تعليم أفضل والتأهيل لسوق العمل واكتساب مهارات مختلفة
منة أسامة، تدرس بنظام الثانوى الأمريكى، وتنوى دراسة الـ«بيزنس» فى جامعة خاصة، وترى أنه لا مقارنة بين الجامعات الحكومية والخاصة، كفة الأخيرة هى الراجحة على كافة المستويات، لكن علينا التفريق أولاً بين نوعين من الجامعات الخاصة، الأولى معترف بها دولياً وتتبع أنظمة تعليمية صارمة، وتحاول التركيز فى مناهجها على الجانب العملى، وجامعات خاصة غير معترف بها يقصدها أصحاب المجاميع المتواضعة، ولا تفيد الطالب فى شىء، فقط شهادة تعلق على الحائط.
«هو اللى بيتعالج فى مستشفى خاص زى اللى يتعالج فى حكومى؟ بالتأكيد لا، نفس الشىء ينطبق على التعليم.. الجامعات الخاصة توفر بيئة تعليم أفضل، وغالبية الطلبة مهما كانت تربيتهم أو ثقافتهم مجبرين على الارتقاء فى طريقة التعامل والتفكير، من الآخر هناك انت بتتعلم صح بفلوسك»، تقولها «مها الفيشاوى»، التى تدرس الهندسة فى الجامعة الألمانية.
المجموع المرتفع فى الثانوية العامة، والتفوق بشكل عام تراه «مها» يرجّح أكثر كفة الجامعات الخاصة: «التفوق هيقلل ضغط الفلوس المطلوبة من الطالب، والذكاء هيساعده هناك على اجتياز الصعوبات والاستمرار فى الدراسة دون رسوب».
93.5% هو المجموع الذى حصلت عليه «حبيبة وليد» فى القسم الأدبى فى الثانوية العامة، ورغم ذلك تنوى الالتحاق بجامعة خاصة: «كنت محددة رغبتى من البداية إما أدخل كلية الإعلام جامعة القاهرة أو جامعة خاصة، ولأن مجموعى من المحتمل مايدخلنيش إعلام بدأت أفكر فى الجامعات الخاصة».
وجهة نظر «حبيبة» كانت سبباً فى خلاف بينها وبين والدتها التى ترى أن مجموع ابنتها المرتفع يؤهلها إلى كليات عديدة، متسائلة: «ليه تتساوى باللى جايبين 60% فى الجامعات الخاصة؟»، الأمر الذى لم تقتنع به «حبيبة»، وترى أن العبرة بالشهادة التى تؤهلها للحصول على فرصة عمل محترمة، وهو ما توفره الجامعات الخاصة، على عكس خريجى الجامعات الحكومية الذين تعج بهم المقاهى.
على عكس خلاف «حبيبة» ووالدتها، اتفق «محمد» مع والدته فى وجهته الجامعية التى ستكون إما إحدى الجامعات الخاصة، أو «برنامج جورجيا» التابع لكلية التجارة جامعة القاهرة، تقول «نسرين حجاج» والدته: «البرنامج ده عبارة عن اتفاقية تم توقيعها ما بين جامعة القاهرة وجامعة جورجيا، وبيتم قبول 30 طالباً فقط يتقدمون بطلب إلى شئون الطلبة، ولازم يكونوا حاصلين على شهادة التويفل فى الإنجليزى، بمجموع لا يقل عن 550 نقطة، ويخوضوا مقابلة شخصية». «نسرين» تؤيد وجهة نظر ابنها فى أن الجامعات الحكومية فقدت بريقها، ولم تعد كسابق عهدها، ويقصدها طلاب من جميع المستويات المرتفعة والمنخفضة، وهو ما جعل شريحة واسعة من الطلاب تفضل التعليم الخاص: «اللى متخرجين من مدارس لغات متعودين على التعامل مع اللى فى مستواهم الاجتماعى، وده مش هيتحقق إلا فى الجامعات الخاصة».