مدينة زويل تودع صاحبها بـ«الدموع.. وصلاة الغائب»
أداء صلاة الغائب على روح د. زويل داخل الجامعة
العشرات يتشحون بالسواد.. وشريف فؤاد: «كان مريضاً بحب مصر.. و150 عالماً حضروا عيد ميلاده الأخير».. وطالبة بـ«هندسة البيئة»: بكى عندما قدمنا له «الورود».. وطالب بالمدينة: «قابلته 3 مرات.. وفى كل مرة ماكانش بيتكلم إلا عن البلد».. وعلماء: ما قدمه للبشرية إنجاز غير مسبوق فى التاريخ
وجوه حزينة، وعيون باكية، تنعى رحيل الدكتور أحمد زويل، طلاب يرتدون الأسود.. وحزن يخيم فى كل مكان بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.. يقف الطلاب بجوار الأساتذة لأداء صلاة الغائب على روح العالم الراحل داخل جامعته.
يقول شريف فؤاد، المستشار الإعلامى للدكتور أحمد زويل، وهو يقف وسط طلاب مدينة زويل للعلوم: «الدكتور زويل قرر يشترى مقبرة فى مصر من نحو 6 أشهر تقريباً، وكانت وصيته أن يدفن فى مصر»، وتابع: «كان مريضاً بحب مصر، وفيه عدد كبير من أصدقائه فى أمريكا قالوا له انت بتعمل كده ليه؟ أنت عايش هنا فى أمريكا ومستقر وعندك بيتك وأولاد.. ليه عايز تبهدل نفسك؟ وطلبوا منه عدم السفر إلى مصر فرفض ده تماماً، وقال إن وصيتى أن أدفن فى تراب بلدى».
وأضاف «فؤاد»: «من 5 أشهر، احتفل العالم بعيد ميلاد الدكتور زويل السبعين، وحضر أكثر من 150 عالماً من جميع أنحاء العالم، منهم 5 علماء حصلوا على جائزة نوبل، وقال أحدهم إن ما قدمه الدكتور زويل للبشرية يعتبر إنجازاً غير مسبوق فى التاريخ، وحين جاء الدور على الدكتور زويل ليقول كلمته كان يحمل فى يده علم مصر، وصورة الرئيس السيسى بجوار صورة الرئيس الأمريكى»، وتابع: «الدكتور زويل كان قلقان جداً على مصر فى فترة حكم الإخوان وكان خايف على البلد بجد منهم».
وتقول هدى العطار، الطالبة التى تدرس هندسة البيئة بجامعة زويل: «أول مرة قابلت الدكتور زويل كان فى سنة 2014، وده كان أول اجتماع له مع الطلبة فى الجامعة، اتكلم معانا عن فكرته من وراء إنشاء هذه المدينة وعن المبانى الجديدة التى تم إنشاؤها، وعن حياته لما سافر، وقال لنا إن مفيش حد من الطلاب المتفوقين مش هيدخل مدينة زويل بسبب عائق مادى، فى اليوم ده قدمنا له ورد، وفى اليوم ده عيّط كتير، وكان فرحان جداً بحضورنا».
وتابعت «هدى»: «المرة الثانية اللى قابلت فيها الدكتور زويل كان من خلال الفيديو كول، فى شهر مايو 2015، وكان بيشجعنا على المذاكرة وسمع منا رأينا فى الجامعة، وتحدثنا معاه عن المشاكل فى الجامعة، أحد الزملاء اشتكى للدكتور زويل من أن الصورة والصوت أثناء المحاضرات ماكانتش واضحة بالشكل المطلوب، فكلف الفريق الخاص بصيانة هذه الأجهزة بإصلاح هذه المشكلة فوراً».
«كل الطلبة فى الجامعة تحمل اسم الدكتور زويل، عشان كده كلنا هنكمل المشوار اللى ابتداه، ودى مسئولية كبيرة جدا وإحنا قدها، ومش عشان الدكتور زويل مات أن مدينة زويل مش هتكمل.. لا.. فيه هنا 550 طالب كلهم أحمد زويل»، هكذا قالت «هدى».
أما محمد جودة، طالب بالفرقة الرابعة بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، فيقول: «قابلت الدكتور زويل 3 مرات، فى كل مرة قابلته فيها ماكانش بيتكلم غير عن مصر، وكان مؤمن جداً بأن العلم هو الطريق الصحيح اللى المفروض نمشى فيه كلنا علشان مصر تتطور»، مضيفاً: «هو اللى عمل كل التخصصات فى الجامعة، والمعامل الموجودة هنا مش موجودة فى أى مكان تانى فى مصر، وكل المدرسين اللى موجودين فى الجامعة بيعتبروا علماء مش أساتذة جامعة وخلاص».
ويقول الدكتور أحمد عبدالسميع، أستاذ الرياضة التطبيقية بجامعة زويل: «ما قابلتش الدكتور زويل ولا مرة، لكن رسالته لينا أن الجامعة دى تستمر وتفضل تخرّج مجموعة من الشباب المصرى القادر على النهوض بمصر بالعلم»، مضيفاً: «الدكتور زويل مَثَل لكل شاب عايز ينجح ويحقق طموحه، مَثَل لكل عالم من العلماء المصريين فى الخارج اللى مصر فعلا محتاجاهم، الراجل جه مصر وعمل مشروعه وبناه ومات وكانت وصيته مصر».
محمد أحمد، مسئول الأمن بمدينة زويل للعلوم، يقول: «باشتغل فى المكان ده من 2012، وكان الدكتور زويل بيزور الجامعة بشكل مستمر، كان بينزل يسلم علينا، ويسألنا مبسوطين فى الشغل هنا ولا فيه مشاكل بتواجهنا، كان عالم كبير وعلى قد علمه كان متواضع.. ربنا يرحمه رحمة واسعه ويغفر له، مصر والعالم كله افتقد أعظم علماء الدنيا».