رئيس اتحاد طلاب «مدينة زويل»: العالِم لا يموت وسيظل حاضراً.. وتعلمت منه معنى الانتماء للوطن
زويل وعبدالحى
قال، محمود عبدالحى، رئيس اتحاد طلاب مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، إنه لم يكن يدرى أن التحاقه بـ«مدينة زويل» منذ 3 أعوام سيغير حياته للأبد، منوهاً بأنه يدين لها بالفضل، خاصةً أنه رفض السفر للخارج لاستكمال تعليمه، وكان اختياره للمدينة فى محله، كما أنها غيَّرت حياته ونمط تفكيره وتخطيطه لمستقبله. وأشار «عبدالحى»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن «زويل» لم يمُت، وأنه سيظل عطاؤه دائماً مستمراً، فقد كان دائم الاجتماع معنا عبر «الفيديو كونفراس» للاطمئنان على سير العمل داخل المدينة والاستماع إلى الطلاب، ونريد أن نؤكد أن المدينة مستمرة فى استكمال مشروعها العلمى، ونتمنى أن يستمر الدعم والتبرعات للمدينة، التى تحيا على دعم الشعب، ولن يستطيع الطلاب اكتشاف العلوم بطرق أفضل من اكتشافها داخل معامل مدينة زويل، خاصة فى ظل التفاهم الدائم بين الطلاب وأساتذة المدينة، مشيراً إلى أنه وجَّه إليهم رسالة عبر «الفيديو كونفراس» بمناسبة عيد ميلاده فى مارس الماضى، وقال: «نعمل معاً لبناء قاعدة علمية تنهض بمصر». وإلى نص الحوار:
■ بداية كيف ترد على مَن يقول بأن «مدينة زويل» سيخفت بريقها بعد رحيل مؤسسها؟
- لا يوجد ما يسمى وفاة عالِم، فالعالِم لا يموت، ودائماً يظل عطاؤه مستمراً دون توقف، وأكبر دليل على ذلك هو «مدينة زويل» التى خرّجت حتى الآن 500 عالِم تجرى فى دمائهم علوم وأفكار زرعها بداخلهم الدكتور أحمد زويل، ويمكننى القول بأنها غيرت حياتى خلال الثلاث سنوات الماضية، عقب التحاقى بها، فلم أكن أتخيل أن مسار حياتى التعليمى بعد «الثانوية العامة» سيسير بهذا الشكل المُبهر، فأنا أعلم جيداً ما أخطط له مستقبلاً، وكيف ستكون حياتى بعد 19 عاماً من الآن، ورغم أننى كنت من أوائل «الثانوية» فى إدارة المعادى التعليمية، وكان لدىّ فرصة لاستكمال تعليمى خارج مصر، فإننى آثرت استكماله بها، حيث شعرت معها بمعنى استفادة الوطن من أبنائه، فمن خلال مشروع مصر القومى الذى أسسه الدكتور زويل، استطاع أن يزرع بداخلنا انتماءنا للوطن، وكيفية خدمته من خلال مسيرتنا العلمية، والمدينة لم تُبنَ على شخص، بل كان يديرها جميع عامليها، خاصة أن رؤساءها الأكاديميين على مدار السنوات الماضية كانوا حريصين على استمرار التواصل بين الطلاب والإدارة والاستماع الدائم لطلبات الشباب، وعقد اجتماعات أسبوعية مع الطلاب للاستماع لمقترحاتهم وشكاواهم، وكان العالِم الراحل دائم الاجتماع معنا عبر «الفيديو كونفراس» للاطمئنان على سير العمل داخل المدينة، والاستماع إلى الطلاب، ونريد أن نؤكد أن المدينة مستمرة فى استكمال مشروعها العلمى، ونتمنى أن يستمر الدعم والتبرعات للمدينة، التى تحيا على دعم الشعب.
«عبدالحى» لـ«الوطن»: آخر ما قاله لنا «زويل» أن نعمل معاً لبناء قاعدة علمية تنهض بمصر
■ ماذا تقول للطلاب الذين تقدموا بطلبات للالتحاق بمدينة زويل؟
- الطلاب هم من يبنونها، وهى دائماً فى انتظار دماء جديدة، وصفوف جديدة فى جيشها العلمى لتحمل مسئولية بنائها، واستكمال المشروع العلمى القومى لها، وتحقيق الصورة التى أراد دوماً الدكتور زويل رؤيتها عليها بعد 5 سنوات من عملها بوجود جيش من الطلاب وشباب المدينة يحملون راية العلم فى مصر، وإن أراد الطلاب أن يتعرفوا على كيفية التعلم الصحيح والتفكير بشكل سليم، عليهم أن يستمروا فى رغبات التحاقهم بالمدينة، فلم نكن نتعلم داخلها من أجل اجتياز الامتحانات، كما تفعل كثير من الجامعات الخاصة والحكومية، بل كان معلمونا يعطون لنا المرجع الأصلى للعلوم لاكتشاف الحلول العلمية بأنفسنا وليس تلقى الحل، أى أنه يبنى بداخلنا الطرق العلمية السليمة فى التفكير، ولن يستطيع الطلاب اكتشاف العلوم بطرق أفضل من اكتشافها داخل معامل مدينة زويل، خاصة فى ظل التفاهم الدائم بين الطلاب وأساتذة المدينة، الذين يعملون دائماً على تشجيع الطلاب لأن يصبحوا علماء فى المستقبل.
فضلت استكمال تعليمى بـ«المدينة».. والمشروع العلمى لن يقوم على شخص لأنه مشروع مصر القومى فى العلوم
■ كيف كان آخر تواصل بين الراحل الدكتور زويل وطلاب جامعته؟
- كانت وصيته دائماً أن يدفن فى مصر، وأن يستكمل مشروع مصر القومى للنهضة العلمية، حتى تكون المدينة مثالاً يحتذى به بين الجامعات فى الشرق الأوسط، وأن تكون حقلاً مثالياً للاستثمار فى العلوم.