«الوطن» ذهبت إلى إحدى قلاع «عبدالناصر» الصناعية.. واقتربت من المأساة
عمال امام باب المصنع
زلزال الدولار لا يتوقف فى محطة.. أرسل أحد توابعه لواحدة من قلاع الصناعة المصرية فى ستينات القرن الماضى، إنها مدينة الغزل.. المحلة الكبرى، التى هددت مصانعها الباقية بالإغلاق التام فى 10 أغسطس الحالى، لتلحق بأخواتها التى أقفلت أبوابها، وأعادت عمالتها إلى بيوتهم.. قلق من المستقبل الغامض يوشك أن يوقعهم فى فخ البطالة.. ديون متراكمة على البعض، والبعض الآخر وصل بالفعل إلى دخول السجن.. أكثر من 800 مصنع مسجل وحاصل على ترخيص تهدد بالإغلاق وتشريد أكثر من 500 ألف عامل، أصبح حتمى الحدوث، بعدما تزايدت نسبة الغزول، وهى المادة الخام اللازمة للصناعة بمقدار 100%، وذلك منذ شهر فبراير الماضى، ليفاجأ أصحاب المصانع بارتفاع ثمن كيلو الغزل من 23 إلى 45 جنيهاً. أصحاب المصانع يتحدثون عن «الكارثة»، حيث تعاقد بعضهم على طلبيات للتصدير، وفقاً للأسعار القديمة للغزول، وفوجئوا بضرورة تسليمهم وفقاً للاتفاق، حتى لا يجبروا على الخروج من السوق العالمية، وألا تتم مقاضاتهم، لكن تبقى الحلقة الأضعف من نصيب العمال، الذين يتقاضون رواتب ضعيفة، لكنهم يكافحون من أجل بقائهم واستمرار «العجَلة» على أى حال فى الدوران، حيث إن متوسط أجر العامل فى المحلة 300 جنيه أسبوعياً، ورغم ذلك أصبح مهدداً للطرد فى أى لحظة، دون توفير أى مصدر رزق آخر له.
زلزال الدولار يضرب «مدينة الغزل»
«الوطن» فى قلعة الغزل والنسيج.. تستمع إلى شكوى أبناء المحلة، الذين يهددون بتوقفهم عن العمل فى يوم 10 أغسطس المقبل، ليس تهديداً للدولة، ولكنها رسالة استغاثة للنظر فى أحوالهم.. رسالة استغاثة ليست موجهة بالأساس إلى الحكومة، الذين يئسوا من إهمالها لهم، لكنها موجهة لرأس الدولة المصرية، الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث اعتدنا فى الآونة الأخيرة، على غرار كل إخفاق حكومى، أن يلجأ المواطنون إلى تدخل رئيس الدولة من أجل إنقاذهم من الضياع.