صاحب مصبغة: «الغزول» تضاعفت 100% فى 4 شهور وسنضطر لمضاعفة سعر المنتج.. و«الناس مش هتشترى»
صاحب المصبغة يتحدث لـ«الوطن»
يجلس فى مكتبه، حاملاً عبئاً كبيراً، رجل فى أواخر الخمسين من عمره، بدأ العمل فى صناعة الغزل والنسيج بخطى واثبة، لم يرثها عن أب أو جد، يقول إبراهيم الشوبكى، صاحب مصبغة الشوبكى، إنه مثلما بدأ الصناعة بشغف كبير منذ أكثر من 10 سنوات، شهد تدهورها بشكل سريع ومفجع منذ عام 2010، لتأتى أزمة ارتفاع سعر الغزول لتدمرها تماماً، على حد قوله.
«إبراهيم»: «شغلت عمال كانوا عندى على توك توك.. وبادفع رواتب الباقيين رغم الخسارة والاستيراد مفتوح وبيعطلنا».. ولا نتمرد ضد الدولة بل نستغيث بها لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج
يقول إبراهيم الشوبكى: «الغزول بتيجى متصبغة من برة جاهزة، وبسعر الغزول الخام، أو بفرق 10 سنت وده يعتبر فارق بسيط جداً»، مؤكداً أن ذلك كان من أسباب ركود العمل فى مصبغته، واضطراره للعمل ليوم واحد أو يومين أسبوعياً، حيث قلت الطلبيات على صبغ الأنسجة، مضيفاً أن الأصعب لم تكن الخسارة المادية وحدها، ولكن اضطراره لإيقاف الماكينات تدريجياً، بسبب قلة الطلبيات، ما دفعه إلى تقليص عدد العمالة: «كان عندى أكثر من 150 عاملاً، حالياً عددهم لا يتجاوز أكثر من 38، وبحثت بنفسى عن أماكن رزق لهم، وفيه ناس ساعدتها تلاقى أى شغلانة فى أى مجال تانى، أو يجيب توك توك ويشتغل عليه».
ويؤكد أن المحلة بها عدد كبير من المصانع المرخصة داخل المنطقة الصناعية، ولكن العدد الأكبر يوجد كمصانع داخل البيوت، حيث توجد ماكينات تطريز فى آلاف البيوت فى المحلة، ويعمل فى صناعة الغزل والنسيج ومشتقاتها أكثر من 700 ألف عامل، على حد تقديره، مبرراً ذلك بأن العمال يقبلون من كافة المراكز والمدن المحيطة ليعملوا فى صناعة الغزل، وأن انتهاء تلك الصناعة يمثل كارثة للأهالى. وعن البيان الذى أصدرته رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج بالمحلة، الذى أعلنوا فيه توقفهم عن العمل فى يوم 10 أغسطس المقبل، يقول «إبراهيم»: «نحن لا نقف فى مواجهة الدولة، وموقفنا ليس تهديداً، التوقف إجبارى وخراب البيوت قادم لا محالة، بعد مضاعفة سعر الغزول، وهى مادة الخام القائمة عليها الصناعة»، مضيفاً: «المادة الخام سعرها موازى لسعر المنتج اللى كان بيطلع المصنع فى صورته النهائية، وده معناه إن المصانع مضطرة تضاعف سعر المنتج، ومحدش هيرضى يشتريه، هيفضلوا المنتجات المستوردة، الناس بتخسر خساير رهيبة كل يوم». وتابع: «أنا قلقان على مصير بقية العمال، وباتحمل مسئولية استمرار المصبغة عشانهم»، مضيفاً أنه اضطر لبيع الكثير من ممتلكاته، ليلتزم بدفع رواتب العمال المتبقين برغم استمرار الخسارة، مضيفاً: «بادفع للمصنع كل شهر من جيبى 20 ألف، لدفع رواتب العمال، وعندى ناس بدأوا معايا من أول ما فتحت المصبغة، وحتى لو قفلت هادفع لهم مرتباتهم».
ويؤكد «إبراهيم» أن معظم أصحاب المصانع الذين يعملون فى التصدير، يواجهون كارثة كبيرة، لأنهم اتفقوا على طلبيات فى شهر أبريل، وفقاً للأسعار القديمة، ومضطرين للوفاء بتلك الطلبيات وإلا سيخرجون من السوق الخارجية، وستتم محاكمتهم، مضيفاً أن معظمهم اضطر للغلق، وبعضهم دخل السجن: «شفت خراب مصبغتى تدريجياً، الأول جبت خط ماكينات من إيطاليا، وتم قفلها تماماً وهى جديدة فى 2010 بسبب الأزمة الاقتصادية، وحالياً المصبغة كمان بتنهار تماماً».
«معظم أصحاب المصانع قاموا بغلق وهدم مصانعهم، وطلعوا بدالها أبراج وعمارات»، هذا ما يؤكده «إبراهيم»، موضحاً أنهم لجأوا لتلك الحلول لإنقاذ وضعهم المالى، خاصة أن سوق العقارات لا تتعرض لخسارة مثل صناعة الغزل والنسيج، مختتماً بقوله: «أصحاب المصانع لا يتمردون رغبةً فى التمرد، نحن نستغيث لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج فى المحلة».