بائعة «الليمون» تحلم بـ«الدكتورة».. شاطرة يا «شيماء»
شيماء أثناء بيع الليمون
بابتسامة طفولية وصوت رقيق صغير وعمر لم يتخطّ 11 عاماً، جلست مفترشة الأرض تنادى لجذب المارة لشراء أكياس الليمون، بجوارها رجال والنساء كبار فى السن، يبيعون مختلف السلع، الفتاة الصغيرة هى أصغر الباعة، دفعت بنفسها إلى الشارع رغبة فى مساعدة والديها، لكنها فى داخلها لديها أحلام أكبر من «عدة الشغل» التى تقف أمامها، فتتمنى أن تكون طبيبة، لتساعد أسرتها أيضاً وجيرانها، لكن مساعدة بطريقة أخرى.
تعول والدها القعيد.. وأمها: «سندى فى الدنيا»
فى كل صباح تحمل «شيماء مصطفى» أكياس الليمون من والدتها، لتبيعها أمام محطة مترو روض الفرج، وعلى بعد أمتار منها فى قلب السوق تقف أمها على عربة يد لبيع الليمون: «أنا قلت لماما إنى هساعدها، باخد منها أكياس أبيعها عند المترو، ولما أخلصها برجع تانى ليها آخد أكياس تانية، لحد ما الليل يدخل علينا».. تفهم «شيماء» جيداً فى البيع والشراء، اقترحت على أمها البيع بسعر أرخص من الآخرين، لاسيما بعد الارتفاع الذى شهده سعر الليمون خلال الفترة السابقة: «بنبيع الكيلو بخمسة، لازم نبيع أرخص من غيرنا عشان الناس تشترى مننا، ولازم أكون مؤدبة مع الناس وأضحك معاهم عشان ميزعلوش منى، واللى ياخد مرة ييجى تانى». تحتفظ الصغيرة فى جيبها بشهادتها المدرسية التى تعتز بها، تخرجها فى زهو مرددة العبارة المكتوبة أعلى الشهادة: «ناجحة ومنقولة للصف الرابع الابتدائى، أنا أصلاً شاطرة ولما هكبر هكون دكتورة عشان أكشف على الأطفال لما يتعبوا ببلاش، ومحدش هيكون حنين عليهم قدى عشان أنا بحبهم وهفتح عيادتى للناس كلها»، تقولها الطفلة التى تساعد أسرتها، من والدها القعيد فى المنزل البسيط، إلى شقيقها الأكبر منها الذى لا يفارق المنزل بسبب مرضه، وشقيقتها الصغرى التى لم تكمل عامها السابع بعد: «أنا وأمى بس اللى بنصرف على البيت، وأنا بشتغل لكن هكمل علام، لأنى شاطرة والشغل خلانى أشطر، خاصة فى الحساب، وأنا اللى خليت ماما توافق إنى أقف أبيع هنا بعد ما كانت رافضة واشترطت عليا أبيع أيام الإجازة بس، وفى الدراسة بروح من المدرسة للبيت عشان أذاكر»، على مقربة منها تقف أمها، السيدة الأربعينية، فى انتظار زبون، تعتبر شيماء أملها فى الحياة، تقول عنها: «بتحب تشتغل، وبتحب المدرسة برده، وبصراحة هى سندى».