عم أمين أحد جيران الشيخ إمام: كان من ريحة أبويا وكانت طلباته أوامر
![عم أمين أحد جيران الشيخ إمام: كان من ريحة أبويا وكانت طلباته أوامر](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/8239_660_CIMG8291.png)
داخل إحدى حارات حى الغورية بمصر القديمة، وسط المكان الذى عاش فيه الشيخ إمام، يجلس عم أمين، أحد المقربين للشيخ، داخل دكانه الصغير على ماكينة الخياطة الخاصة، حيث يعمل ترزيا منذ أن خرج على المعاش، وبسؤاله عن الشيخ إمام الذى لا يعرفه الناس جاءت إجابته سريعة "الشيخ إمام ده مفيش منه، دا رمز البساطة ومكنش بيحب البهرجة حتى بعد ما اتشهر وسافر بره".
عم أمين هو الابن الأصغر للشيخ عبد السميع البيومى المقرىء، انضم إمام إلى بطانته الخاصة بعد فصله من الجمعية السنية بالأزهر. تعرف عم أمين على الشيخ إمام فى بروفات البطانة التى كانت تتم فى بيته، أول ما ذكره أمين عن الشيخ إمام حين رآه أول مرة مع والده، واستمتع بصوته وجلس معه يستمع لحكايته، روى له إمام أنه منذ فترة ينام فى جامع الفكهانى بحى الغورية بعد أن فصل من المعهد حتى التقى بأبناء قريته وسكن معهم.
يروى أمين تمسكه بعلاقته مع الشيخ إمام حتى بعد أن ترك البطانة وتركه والده وحيدا ورحل عن دنيانا. أمين الذى كان يعمل فى الجيش كموظف مدنى وخرج على المعاش ليجلس فى دكانه الصغير ليعمل ترزيا، يروى ما شهده هذا الدكان الصغير "أخويا كمال الكبير كان يطلع يصحى الشيخ إمام وينزله يقعد هنا فى المحل ونفطر سوا، ويقعد لحد الظهر وبعدين يطلع بيته".
ظل أمين يردد "الشيخ إمام ده مفيش منه، دا رمز البساطة، وماكنش بيحب البهرجة حتى بعد ما اتشهر وسافر بره"، الشهرة لم تغير الشيخ إمام حتى فى قمة مجده، يجلس فى هذا الدكان الصغير ليحاكى عم أمين وأخيه وليلتقى بأهل الحارة. الشيخ إمام كان يسارع دائما لحل أى مشكلة فى الحارة، نظرا لحب أهل الحارة له وكان كثير الإحسان على الفقراء.
تحدث أمين عن الفترة التى اشتهر فيها الشيخ إمام، فى أواخر الخمسينات، "بدأ يتشهر بعد ما اتعرف على أحمد فؤاد نجم، وكان هو يلحن ويغنى ونجم يقول الكلمات، وعملوا أغانى كتير حلوة، كانت بتعبر عننا قوى".
رأى عم أمين أن الشيخ إمام لم يلق التقدير الكافى فى مصر، وعلى الرغم من أن فنه مميز، فإنه كان مخصصا للمثقفين، الذين كانوا يزورونه ليستمعوا إليه، لأن أغانيه كانت ممنوعة من الإذاعة.
مشكلة أغانى إمام أنها كانت "سياسية: ومعادية للسلطة، ما تسبب فى اعتقاله عدة مرات، لكن هذا لم يمنع إمام ونجم من الإبداع وهم داخل المعتق، فغنى إمام الأغانى التى تعبر عن معاناتهم داخل المعتقل.
يصف عم أمين فترة الاعتقالات الكبيرة فى حياة الشيخ إمام بأن "الشيخ إمام قعد فى المعتقل أكتر ما قعد فى بيته، كان كل رئيس متعجبوش أغنية ليه يحبسه كام سنة"، ويضيف "الشيخ إمام قيمته الحقيقية بانت لما سافر بره فى فرنسا وبلجيكا، وفى تونس عملوله جمعية خاصة بيه".
تنقل الشيخ إمام فى أواخر أيامه بين منزله وبين دكان عم أمين، يجلس معه ليتحدثوا عن أحوال البلد، وعن أغنياته ومعرفة أحوال سكان الحارة.
ويروى أمين تفاصيل آخر يوم للشيخ إمام "كمال أخويا كالعادة طلع عشان يصحيه عشان ينزل يفطر معانا فى الدكان، رد عليه الشيخ إمام قاله أيوا يا أبو كمال أنا جاى، وفتحله الباب، بعدها تنفس جامد ومات".
كانت وصية الشيخ إمام لعم أمين وأخيه كمال أن يدفن بجوار والدهما الشيخ عبد السميع، وبالفعل حققوا وصيته، وأقيم عزاء الشيخ إمام، وجاءت صافيناز كاظم وعزة بلبع وأحمد فؤاد نجم وآخرون من مستمعى ومحبى الشيخ ليودعوه.
عم أمين كان يعتبر الشيخ إمام ذكرى عزيزة من والده، فكان يحبه كثيرا، بعد أن مات الشيخ إمام ظل أمين محتفظا بالكرسى والوسادة الخاصين بالشيخ.
أخبار متعلقة:
إمام المـُبصرين الشيخ إمام.. يحب الونس بالرفاقة يا مصر
حازم والشيخ إمام.. وكل يوم في حبك تزيد "الأغنيات"