التأهيل المهنى: رحلة شهادة تنتهى إلى «حبر على ورق»
عادل رجب
«حاصل على شهادة التأهيل المهنى»، حلم كل مواطن من ذوى الاحتياجات الخاصة أراد تحقيق ذاته والخروج إلى بيئة العمل ليتحدى إعاقته ويعلن عن نفسه على أرض الواقع، «كعب داير» يضطر للقيام به ليظل يتنقل بين جهة وأخرى من أجل إتمام الإجراءات المتعلقة، لكن بمجرد حصوله عليها يصطدم بأنها غير مؤهلة للعمل، ومجرد حبر على ورق فى أحيانٍ كثيرة.
12 عاماً مضت على استخراج «حسام أبوزيد» لشهادة التأهيل المهنى، كان يظن أن الوظيفة ستفتح له ذراعيها وتستقبله بصدر رحب بمجرد الحصول على الشهادة، لكنه اصطدم بواقع مأساوى لم يمنح له فرصة عمل واحدة: «عندى ضمور فى الأطراف الأربعة والشهادة إديتنى الحق أشتغل فى أى مكان تبع فئة الـ5%، قدمت فى كل المصانع والشركات، كله ياخد الورق ويرميه فى الدرج ويقولى هنكلمك ومحدش بيعبرنى، افتكرت لما الشهادة هتطلع هتضمن حقى فى الشغل، لكن اتصدمت بأنها ملهاش لازمة». معاناة فى رحلة الشهادة بعد الحصول عليها، لكن أحياناً تبدأ المعاناة قبل استخراجها من الأساس، مثل حالة «عادل رجب» الحاصل على بكالوريوس زراعة دفعة 2015، شعبة دواجن، الذى اشترطت عليه الشركات التى تقدم للعمل بها الحصول على الشهادة، لكنه خاض رحلة طويلة وشاقة دون جدوى: «أصحاب العمل قالولى لازم شهادة التأهيل الطبى، رحت أطلع شهادة مرضية من التأمين الصحى الدكتور كتبلى حالة مرضية وغير مستقرة بدون ما يكشف عليا، عملت تظلم مرتين وكتب التقرير تانى من غير كشف، رغم أن عندى ضموراً فى أطراف إيدى، لكن بمشى على رجلى وبتحرك كويس، فى الوقت اللى فيه ناس قاعدة على كرسى مش بتتحرك وخدوا الشهادة»، محاولات كثيرة قام بها الشاب العشرينى من أجل استخراج الشهادة لكن جميعها باءت بالفشل: «قدمت فى أكتر من 40 شركة وحتى الشغل باليومية مرضيوش من غير الشهادة، ولو حتى طلعتها مش هيشتغل زى ناس كتير معاها الشهادة وقاعدة فى البيت»، ينتظر نتيجة التظلم، وفى حال رفضه حسبما يتوقع، سيبدأ رحلة الإجراءات من جديد، متمسكاً بحقه على حد قوله: «ده حقنا، لكن مش بنلاقى إيد المساعدة، وسيبنا تعبانين فى روتين وإجراءات وورق».