«القمامة» تحاصر «القاهرة الكبرى».. وعمال الشركات يرفضون رفعها
استعان رؤساء أحياء المنطقة الشمالية والغربية فى القاهرة بسيارات جراج الإنقاذ المركزى التابع للهيئة العامة للنظافة والتجميل بالقاهرة لرفع مخلفات القمامة المنتشرة فى كل الشوارع، لسد عجز إمكانيات شركة «أما العرب» المسئولة عن رفع المخلفات ورفض سائقى ومشرفى الشركة العمل بعد تعرضهم للضرب والاعتداءات المستمرة من قبل الأهالى.
وهدد العاملون بالشركة بإضراب كامل بسبب عدم حمايتهم من الاعتداءات المتكررة عليهم، ومطالبة مسئولى الشركة لهم بتهدئة الأهالى وعدم الدخول فى مواجهات معهم أو اشتباكات.. وأكد سائقو جراج الإنقاذ المركزى التابع لهيئة النظافة بالقاهرة أن سيارات الهيئة رفعت نحو 10 آلاف متر من مخلفات قمامة صافية لمدة 4 أيام متتالية بشوارع الشركات وسوق غزة وأمام المطافى دون صرف أى مقابل بأوامر من رئيس الهيئة شخصيا.. وقال اللواء عزمى السيد رئيس حى الزاوية: أداء شركة «أما العرب» سيئ جدا ومعداتها معطلة بصفة دائمة.
محمد عبدالنبى، رئيس حى روض الفرج، أكد أن المشكلة تجاوزت عدم رفع الشركة لقمامة الحى، إلى عدم وجود مكان لتفريغ القمامة التى تم رفعها بالفعل عن طريق سيارات الحى، مما يتسبب فى مشاحنات بين الأهالى وعمال الحى واتهامات بالتقصير فى رفع القمامة والمساهمة فى تحويل الشوارع إلى «مقلب قمامة كبير».
الأزمة لم تتوقف عند حدود القاهرة فحسب، بل تجاوزتها إلى القاهرة الكبرى بمحافظاتها الثلاث (القاهرة والقليوبية والجيزة).. داخل إحدى عزب بولاق الدكرور يعيش الأهالى على تلال القمامة، بعد تقاعس العمال عن رفعها..
«حسبنا الله ونعم الوكيل» تقولها أم رجب -السيدة الأربعينية- بمرارة لعدم اهتمام حى الجيزة بمشكلة القمامة، وتُضيف: «عندنا أكوام زبالة جنب البيوت.. محدش بيعمل حاجة وقدمنا شكاوى كتير لكن مفيش فايدة»، وتقول صباح جمعة: «الحكومة سرقتنا.. بييجى على فاتورة الكهرباء رسوم خاصة بإزالة القمامة.. وطبعا ولا حد بيشيلها وبندفعها غصب عنا».
ما بين زن الناموس والرائحة العفنة التى تستقبل أهالى عزبتى «الكفر» و«أكتوبر»، يعيش عم «محمد مهدى» (60 سنة) يقول: «الشركة المتعاقدة مع المنطقة هنا مصرية مش أجنبية.. لأن المناطق الشعبية جداً مستحيل تدخل فيها الشركات الأجنبية.. وياريت حتى الموظفين بيشيلوها.. كل عربية بتيجى تاخد الزبالة وبعدين ترميها فى أى منطقة فاضية بعيد عن المساكن لكن فى نفس العزبة».
ربيع، شاب فى منتصف العشرينات، بيته ملاصق لأرض فضاء، تحولت بين يوم وليلة إلى مخزن للقمامة: «كل يوم عربية الزبالة تيجى تفضى حمولتها جنبنا.. وعلى طول بنتخانق معاهم.. لكن مفيش فايدة.. ده غير الريحة الوحشة اللى الواحد بيصطبح عليها كل يوم الصبح.. واللى بتجيب الأمراض».
ما بين بولاق الدكرور (الشعبية) وشارع جامعة الدول العربية كوبرى يفصلهما طبقياً ومعيشياً، وتظل مشكلة القمامة عاملا مشتركا بين الاثنين.. تقول ناهد عبدالعاطى، من سكان المهندسين: «مفيش حد بييجى يلم الزبالة.. أنا كل يوم بارمى الزبالة فى الصندوق.. وقليل ما تلاقى حد بيطلع السلالم عشان يلم الزبالة.. وفى النهاية بندفع لأى واحد بيعمل كده.. يعنى الموضوع ببلاش.. رغم أن ده واجب الحكومة تجاه المواطنين».