التليجراف: منع تراخيص محلات الخمور يثير المخاوف حول مستقبل السياحة في مصر
ذكرت صحيفة "التليجراف" اليوم، أن قرار منع التراخيص لمحلات الخمور، والذي صدر عن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الأحد الماضي، سيزيد المخاوف حول مستقبل السياحة في مصر.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، إنه على الرغم من أن القرار لن يؤثر على أي من الأمكنة الرئيسية التي يقصدها السياح في الإجازات، مثل شرم الشيخ ومنتجعات البحر الأحمر بصفة عامة، إلا أنه سيمنع هؤلاء السياح من زيارة بقية المدن التي يشملها الحظر، والتمتع بمشروب هناك، كما نقلت الصحيفة عن موقع إخباري مصري أن هذه الخطوة ستكون "نهاية الخمور في مصر".
ونقلا عن تصريحات دكتور بيتر ليلي، المدير التنفيذي لجمعية رحلات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لندن، قالت الصحيفة إنه يرى أن "الواقع المالي" من شأنه أن يثبط مساعي الحكومة المصرية من تقييد بيع الكحول مرة أخرى.
وأضاف بيتر ليلي: "مصر بلد متقلب، ومن المستحيل أن تقدم ضمانات في هذا الشأن، لكن السياحة أمر حيوي جدًا لاقتصادها"، وأكمل قائلا: "حتى أعضاء الحكومة المصرية، الذين يكرهون الجوانب السلبية في السياحة والتي تسيء للمسلمين، مثل الخمور، يدركون أنه من الجنون أن يغلقوا باب السياحة بهذا الشكل".
وقال عن تأثير حظر الخمور على السياحة في البحر الأحمر: "منتجعات البحر الأحمر أنشئت بهدف أن تكون منفصلة تقريبًا عن بقية مصر، خاصة في أسلوب الحياة، لذلك فإنه من المستبعد جدًا أن تخضع لحظر الخمور، لكن قد يشمل الحظر بعض مدن المزارات السياحية في صعيد مصر كالأقصر وأسوان، حيث تعرف الحكومة أن السياح سيستمروا في زيارة هذه الأماكن سواء كانت الخمور متاحة هناك أم لا".
واتفق ريتشارد سبنسر، مراسل التليجراف في منطقة الشرق الأوسط، على أن الاعتبارات الاقتصادية في مصر تدل على أنه من غير المرجح إحداث تغييرات فورية، "لكن المستقبل على المدى الطويل غير واضح تمامًا"، وأضاف: "إذا انهارت المعارضة الليبرالية، كما هو على وشك الحدوث، فإن المعارضة الرئيسية ستكون الحركات السلفية المتشددة، وهذا سيهدد الخمور والنوادي ومن ثم صناعة السياحة بشكل عام"، وأكمل قائلا: "السلفيون تحدثوا بالفعل عن الشواطئ المعزولة، وتركيزهم ينصب على السياحة الدينية والطبية".
وكان 11.5 مليون سائح تقريبًا زاروا مصر في 2012، منهم حوالي مليون سائح بريطاني، بزيادة 17% عن نسبة السياح في 2011، لكن يظل العدد أقل من عدد السياح في 2009، والذي قدر بـ14.7 مليون سائح، كما نقلت عن تقرير لوكالة السفر البريطانية هايز وجارفيس أن مصر وصلت الآن بين أفضل 10 وجهات سياحية في البيع، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
وعلى صعيد مختلف فإن وزارة الخارجية البريطانية تنصح بعدم زيارة الأماكن الخطيرة التي تشهد المظاهرات، كما لا تنصح بزيارة المنتجعات الرئيسية في شرم الشيخ وطابا ونويبع ودهب، وذلك بسبب الهجمات الأخيرة وعمليات الخطف على أيدي رجال قبائل البدو.