أسامة العبد: صاحب فتوى إراقة دماء قيادات جبهة الإنقاذ شاذ عن النهج الأزهرى
قال الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر: إن فكر الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة بالجامعة صاحب فتوى إراقة دماء قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، فكر شاذ وغريب عن النهج الأزهرى، مؤكداً أن وجود «أستاذ متطرف» فى الجامعة أمر غير مقبول، وأن الأزهر قائم على الوسطية والاعتدال، ويدعو إلى المحبة والسلام، وليس التعصب وإراقة الدماء.
ولفت «العبد»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن موضوع «شعبان» سيُطرَح على اجتماع مجلس الجامعة المقبل، لاتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات حياله.. وإلى الحوار:
* هناك حالة من الدهشة تنتاب الكثيرين من انتماء «شعبان» للأزهر!
- وجود شخص متطرف منتمٍ للأزهر لا يعنى أن الأزهر تخلى عن فكره ومنهجه، فقد كان، وسيظل، دائما منارة للوسطية والاعتدال، وكون أحد أبنائه يخرج عن هذا الفكر الوسطى، فهذا شىء شاذ لا يُقاس عليه.
* وما الإجراءات التى ستتخذها الجامعة حياله؟
- نحن بصدد اتخاذ إجراء مشدد معه فى اجتماع مجلس الجامعة المقبل، وللمجلس أن يتخذ ما يشاء من تدابير وإجراءات ضده.
* هل وصلتكم طلبات بالتحقيق مع صاحب فتوى إهدار دم قيادات «الإنقاذ»؟
- لسنا بحاجة إلى طلبات، وسنعرض أمره إن شاء الله فى المجلس لاتخاذ اللازم تجاه هذا الفكر الشاذ والغريب على جامعة عريقة بحجم الأزهر؛ فما يردده «شعبان» لا يتناسب مع النهج الأزهرى الذى لا يدعو إلى الفتن أو إراقة الدماء، وإنما يدعو إلى الوئام والمحبة والاعتصام ونبذ العنف والتعصب.
* أنت أحد أساتذة الفقه الكبار، ومع ذلك لا تصدر عنك أى فتوى، وغيرك كثيرون يفتون بغير علم!
- لأننى لست فى موقع الإفتاء، وطبيعة عملى كرئيس جامعة عمل أكاديمى وإدارى بحت، من متابعة العملية التعليمية والمناهج والتدريس والعمل على مصلحة الطلاب والأساتذة والعاملين وغير ذلك.
* ما رأيك فى سيل الفتاوى المتضاربة الحالى؟
- سيل الفتاوى الخارج عن الشرعية لا يجوز على الإطلاق؛ لأن المفترَض أن الفتوى لا تصدر إلا عن هيئة كبار العلماء أو دار الإفتاء، وهى بذلك مسئولية عظيمة أمام الله، وينبغى ألا يتدخل فى الإفتاء إلا أهله، وعلى الإنسان إدراك أنه مسئول أمام الله عمَّا يقول أو يفعل، مصداقاً لقوله تعالى: «مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».
* ماذا عن الدكتور شوقى علام المفتى الجديد؟
- لقد زارنى المفتى، الأربعاء الماضى، وهنأته بالمنصب الجديد، ونسأل الله تعالى أن يوفقه فى عمله بدار الإفتاء، فما دام قد وقع الاختيار على هذا الرجل، فالمفروض على الجامعة والمشيخة أن تُعيناه حتى تمر هذه المرحلة بسلام؛ لأنه جاء بعد عملاق من العمالقة الأزهريين فى الإفتاء، وهو الدكتور على جمعة.
* لماذا؟
- لأن الدكتور «جمعة» لم يترك شيئا لغيره؛ فقد جعل من الدار مؤسسة عالمية، وحقق العديد من الإنجازات غير المسبوقة، وهو سوف «يُتعِب» من يأتى بعده فى منصب المفتى، والدكتور «شوقى» رجل طيب ويحتاج إلى الدعم، ونسأل الله أن يلهمه الصواب، وتمر المرحلة التى يقضيها فى دار الإفتاء بسلام، وعلى الجميع ألا يبخل عليه بالمساعدة، كما لا يفوتنى أن أدعو للدكتور «جمعة» بالخير، لأنه قضى فترة متميزة فى دار الإفتاء، ورفع رايتها عالميا.
* ما حقيقة أزمة أوائل دفعة 2011 الأزهرية؟
- ليس هناك أزمة، ودفعة 2011 جارٍ تعيينها عن طريق التكليف من خلال عمداء الكليات، وذلك وفق احتياجات كل كلية وأقسامها، حتى لا تتكرر أزمة التعيينات كما حدث فى عهد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق.
* ولماذا تم الاقتصار على التكليف فقط؟
- التعيين القانونى فى الجامعة يتم بطريقتين: إما بالتكليف وإما عن طريق الإعلان، ومجلس الجامعة اختار التكليف حتى تأخذ كل كلية ما يناسبها، وذلك من خلال حصر العجز الموجود فى الأقسام، وإدارة الجامعة لا تتوانى فى تعيين أى أعداد مطلوبة ترسلها كل كلية وفق احتياجاتها.
* إذن تم حل أزمة بعض الأوائل مع عمداء الكليات؟
- لقد طلبت من الأوائل أن يذهبوا لعمداء الكليات؛ لأن التعيينات بيد عمداء الكليات وليس رئيس الجامعة، وبالتالى ليس من حق خريجى الأقسام أن يحتجوا أمام مبنى إدارة الجامعة.