قصة حب جمعت بينهما فى منطقة دار السلام وتحديا الجميع
صورة تعبيرية
«محمد وماريا» عنوان جديد لواحدة من قصص الحب المثيرة للجدل، مسلم ومسيحية، يكفى ذلك لاستدعاء كم المشاكل والأزمات المحتملة.. لكن ذلك لم يحدث، وغايرت القصص تلك المسارات المعهودة، لا أزمات، ولا فتنة.. لا شىء من هذا القبيل، مضت العلاقة تتسلل بنعومة بين الأشواك وعبرت حقول الألغام بخفة لتتوج العلاقة بالزواج.. لكن لـ«محمد وماريا» قصة أخرى..
«محمد» و«ماريا» داخل محكمة الأسرة لتوثيق عقد زواجهما: «عارفين إن المجتمع مش هيقبل.. لكنه الحب»
القصة الجديدة بدأت بعد نجاحهما فى اجتياز كافة العقبات الدينية والاجتماعية والأسرية، حيث يخوضان الآن معركة جديدة لتوثيق عقد زواجهما بعد أن قاما بالزواج داخل قسم شرطة دار السلام وتوجه الزوجان لمحكمة الأسرة لاتخاذ إجراءات الدعوى اللازمة ومعرفة الأوراق المطلوبة منهما لتوثيق عقد زواجهما أمام محكمة الأسرة بزنانيرى.
«الوطن» التقت بالزوجين، ليروى كل منهما بداية القصة حيث قالت «ماريا. ج» إنها حصلت على دبلوم التجارة وكانت تخرج من وقت لآخر لشراء طلبات المنزل أو التنزه مع أصدقائها فى الأعياد والمناسبات، فى حى دار السلام، وداخل العمارة المقابلة لها فى نفس الشارع من مسكنها يقيم «محمد»، حاصل على دبلوم فنى صناعى، ويعمل بشركة قطاع خاص، وأنهما كانا يعرفان بعضهما البعض لأنه جارها بنفس الشارع، لكن شرارة الحب الأولى اشتعلت بينهما فى حفل زفاف بنت الجيران، حيث تحدثا لأول مرة وتبادلا أرقام الهواتف، ومن هنا بدأ الحديث كل مساء طيلة عامين، دون أن تخبر «مايا»، «محمد» بحبها.
تضيف «ماريا»: «لم أتخيل للحظة أنى سوف أحب، أو أتزوج محمد، لأنى عارفة العادات والتقاليد والمجتمع لن يسمح بذلك فى يوم من الأيام، لكن حبنا كان أقوى من كل شىء، طيلة حديثى مع محمد كان عن الحياة العامة، والمشاكل التى تخص الشباب والبنات والبطالة وكلام من هذا القبيل، ولم نعترف بحبنا، ولم نتقابل سوى فى المناسبات».
العروس: كان أقوى منى وقال نعرض على الأسرتين بشكل غير مباشر باسم التسامح بين الأديان
«خوفى من الاعتراف بحبى لمحمد -الكلام لـماريا- من أن أخسره ظل يلاحقنى طيلة كلامى معه، لكن نظرات محمد لى وتلميحاته الدائمة كانت تسيطر على مشاعرى، وحينما أفكر أن أصارحه بإعجابى الشديد بشخصه، وأنه محافظ على تقربه من الله حيث كنت أراه يذهب يصلى كل وقت، ولم يتحدث بأى سوء عن تعاليم دينى أو الديانات الأخرى بل كان دائماً يشجعنى على التقرب من دينى. اعترف محمد بحبه لى حينما رأيته فى الشارع أثناء عودتى من شراء الخضراوات من السوق، لأتركه وأذهب لمنزلى، لأننى لم أصدق أن مشاعرنا واحدة، وتحدثت مع محمد وقلت له أن يبتعد عنى، وأن الحب بيننا جريمة سنعاقب عليها من المجتمع ولن يتركنا أحد نقرر أن نتوج ذلك الحب بالزواج، ورفض محمد حديثى وكان متمسكاً بحبه لى إلى أن حاولت الابتعاد عنه فترة ليعود عما يفكر به، لكن بعد مرور أشهر قليلة اتصلت بمحمد وصارحته أننى أحبه، ولم أستطع الابتعاد عنه وأنه يجب أن نجد حلاً خاصة أننى خفت من رد فعل أسرتى وأسرة محمد على ذلك الزواج، وتوقعت أن الرفض سيكون المصير».
أضافت: «محمد كان أقوى منى واقترح أن نعرض الموضوع على أسرتينا بشكل غير مباشر، كأننا نروى قصة لنرى رد فعل أسرة كل طرف، وبالفعل ذهبت وعرضت القصة على أسرتى وكان رد فعلهم أنه لو كان الطرفان متفاهمين سيتم الزواج بين الأسرتين فى حالة الاتفاق، والتسامح بين الأديان هو أصل من الأصول المتعارف عليها خاصة فى الزواج وأن التشدد هو الذى يفسد العلاقات، وضربت والدتى مثلاً بعلاقات العمل الناجحة بين المسلمين والمسيحيين البعيدة عن التشدد فى الدين، وأنها ثمرة لنجاح الكثير من العلاقات شرطها تسامح الطرفين وكونهما على قدر جيد من الوعى والتفاهم حتى لا يخسر كل منهما أسرته وتقربه من الله، وأن حديث المجتمع لن يترك أحداً فى حياته».
«محمد» قال: «خلال عام كامل، وأنا كل فترة أذهب لوالد ماريا أتحدث معه بشأن زواجى منها، وأكدت له أننى لم ولن أتدخل فى ديانتها، وبعد تفكير شديد من والد ماريا، استغرق شهوراً كثيرة قبل الزواج، لكنى لاحظت الخوف داخل قلب ماريا مع كل يوم يمر خوفاً من المقربين لأسرتها والمجتمع الذى لن يقبل فكرة زواجنا، فتوجهنا إلى قسم شرطة دار السلام لكتابة عقد الزواج، وبعد كتابة عقد الزواج داخل القسم كان يجب أن أوثق ذلك العقد داخل المحكمة، واصطحبت ماريا معى، وأخبرونى بمكتب الأسرة داخل المحكمة، ببعض الأوراق والمستندات، كى أستطيع الحصول على رقم للدعوى الخاصة بتوثيق عقد الزواج، وسوف أعطيها لهم وأحصل على وثيقة زواجنا من المحكمة».