«عسكريون»: تحرير «المختطفين فى ليبيا» دليل قدرة الأجهزة المصرية على حماية أبنائنا بالخارج
المصريون العائدون يرفعون علم مصر وصور السيسى
اعتبر عدد من الخبراء العسكريين والأمنيين أن عودة المصريين المختطفين فى ليبيا، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، تُعد نجاحاً جديداً للأجهزة المصرية، وقدرة الدولة على حماية أبنائها فى الخارج، وتدل على التنسيق الأمنى مع الجانب الليبى، داعين المصريين إلى العودة إلى بلادهم، منعاً لتكرار حوادث خطفهم أكثر من مرة.
«بخيت»: البرلمان يتابع جميع التشريعات الخاصة بالمصريين فى الخارج.. و«عكاشة»: «مش كل مرة تسلم الجرة»
وقال اللواء حمدى بخيت، عضو لجنة الأمن القومى بمجلس النواب: «إن نجاح الأجهزة المصرية فى تحرير المختطفين المصريين فى ليبيا دليل على القدرة القوية لهذه الأجهزة وعلاقاتها فى الأراضى الليبية، حيث أصبحنا نرى أكثر من مرة تحريراً لمختطفين مصريين».
وأوضح أنه يجب أن تنسق الأجهزة المصرية مع الحكومة الليبية فى الدعم المعلوماتى لمواجهة التنظيمات الإرهابية على الأراضى الليبية.
وأشار «بخيت» إلى أن «مجلس النواب يتابع جميع التشريعات الخاصة بالمصريين فى الخارج، وهذا سيكون له دور خلال الفترة المقبلة، وكان هناك وفد برلمانى ليبى فى مصر، وتم لقاؤه من قبَل لجنة الأمن القومى بالمجلس، ودار حديث بين الجانبين، وكان الجانب الليبى سعيداً بهذه المحادثات».
ولفت إلى أنه لا أحد يسمح بتدخل عسكرى مصرى فى ليبيا، والتدخل يكون بإذن من الحكومة الليبية، مثلما حدث عندما قُتل 11 مصرياً من قبَل تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن مصر لا ترضى بتدخل أى قوة خارجية فى ليبيا، إلا إذا كان بتوافق مع الحكومة الليبية.
وقال اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجى: «إن عودة المصريين من ليبيا تؤكد أن الدولة المصرية حافظت دائماً على علاقاتها الطيبة مع الدول الشقيقة، وأنها قادرة على حماية مصالحها ومواطنيها، وهو ما يُعد امتداداً للقدرة المصرية خارج الحدود، وفى إطار الشرعية الدولية ويجعلنا نطمئن على الخطوات المستقبلية فى المنطقة العربية، لإعادة الاستقرار والطمأنينة لها بعد طول عناء».
وأضاف لـ«الوطن»: «نحن لسنا فى حاجة للتدخل العسكرى فى الشأن الليبى، لأن الدولة الليبية تمتلك من بين شعبها قوات عسكرية ليبية قادرة على تحقيق أمانى الشعب الليبى، ولعل التنسيق العربى تحت مظلة جامعة الدول العربية فيه ما يحقق الإرادة العربية عموماً».
وتابع: «إن هناك استجابة من عدد من دول الساحل الجنوبى الأوروبى على البحر المتوسط، لطلب مصر منع تصدير أى سلاح للإرهابيين فى ليبيا، لما لذلك من مصلحة فى عدم تجمع الإرهابيين على الأراضى الليبية»، موضحاً أن مرحلة قيام قطر بتقديم تمويل لتنظيمات إرهابية فى المنطقة اقتربت من الانتهاء، لأن قصة قطر فى التآمر على العالم العربى انتهت. وأشاد بتوجيهات وزارة الخارجية للمصريين فى ليبيا بالعودة إلى مصر، مشيراً إلى أنه من لم يستجيب منهم يعرّض نفسه للمعاناة ويحمّل الدولة المصرية عبء ما يمكن أن يقع فى الغربة، ولكنها فى النهاية مسئولية الدولة وستستمر فى تحملها تجاه مواطنيها.
وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى: «إن عودة المصريين المختطفين فى ليبيا تمثل جهداً كبيراً من قبَل الأجهزة المصرية، وتنسيقاً متميزاً مع الجانب الليبى، استطاعت مصر من خلاله إثبات قدرة الدولة المصرية على تحرير المختطفين، لكن ليس كل مرة ستسلم الجرة، وليس فى كل مرة نستطيع فعل ذلك لأننا خلال المرات السابقة استطعنا الوصول إلى من قاموا باختطاف المصريين وهم لم يكونوا يرغبون فى قتلهم، عكس ما حدث فى قيام مجموعة مسلحة من تنظيم داعش الإرهابى بذبح 11 مصرياً، وتصوير الأمر وبثه فى جميع الوكالات العالمية».
وطالب المصريين فى ليبيا بالعودة إلى بلادهم والاستجابة لتحذيرات وزارة الخارجية، موضحاً أن العمليات التى تتم ضد المصريين فى ليبيا يتم مثلها ضد الليبين أنفسهم.
وأوضح أن المصريين الذين يسافروا إلى ليبيا يستهينون بالأخطار، ويكون ذلك بشكل غير شرعى، وفى أوقات ليس عبر الحدود المصرية، وهذا وضع غير طبيعى، وكافة الجنسيات غير الليبية غادرت ليبيا، لكن بقى عدة آلاف فى الداخل لا يريدون العودة ويضحون بأنفسهم.