أهالى «ريفا» بين الصعق والحرق والسبب حلمهم بالكهرباء
أسلاك الكهرباء تمر بين المنازل بقرية «ريفا»
أسلاك الموت تحاصرهم من كل اتجاه، يخشى أحدهم أن يطل برأسه من نافذة منزله، حتى لا يسقط ضحية للصعق بالكهرباء، فالقرية ذات الشوارع الضيقة والبيوت الريفية ذات الطابق الواحد، كتبت موعداً مع الخطر عندما دخلت الكهرباء إليها، وصارت الكوارث حاضرة بين حرائق وحوادث صعق، وغاب المسئولون عن أرواح الأهالى.
الشركة: محتاجين 130 ألف جنيه
سنوات عدة، قضاها أهالى قرية «ريفا» بمركز أسيوط، وأسلاك كهرباء الضغط العالى تمر من وسط منازلهم، لم يشغلوا بالهم بها فى البداية، ولكن مع سقوط أول الضحايا من أهالى القرية، «شاب زى الورد، راح فى ثانية، بسبب شحنة زيادة من أسلاك الضغط العالى»، كلمات محمد أبوفهد الشاب الثلاثينى، الذى يسكن القرية، ويرى أمام عينيه كل يوم كارثة تمر، بسبب تلك الأسلاك، الموضوعة فى غير مكانها. «بقينا نخاف نخرج عيالنا من الشبابيك، لحد فيهم يلعب فى السلك، اللى تقريبا لازق فى البيوت، ويروح بلاش»، يصف «أبوفهد» لحظات الرعب، التى يعيشونها بسبب تلك الأسلاك، ولكن الأمر لم يتوقف عند الصعق، بل إن تلك الأسلاك تسببت فى أكثر من حريق بمنازل أهالى القرية، وألحقت بها أضراراً جسيمة.
شكاوى عديدة تقدم بها أهالى القرية لمسئولى الوحدة المحلية بالقرية ولشركة الكهرباء المسئولة عن وضع تلك الأسلاك، حتى جاء مدير عام الشركة ومهندسى الكهرباء التابعين لها، وتم عمل المعاينة والمقايسة لنقل تلك الأسلاك من وسط بيوت الأهالى، ولكن بعد ذلك لم يحدث جديد، وظلت الأسلاك باقية كما هى.
«الأسلاك لازم تتنقل، لكن مفيش فلوس حالياً»، ذلك الرد، الذى جاء على لسان شركة الكهرباء، وأصاب أهالى القرية بالحسرة وخيبة الأمل، «محتاجين 130 ألف جنيه، علشان نقل الأسلاك، والشركة معندهاش.