محسن عادل: السياحة لن تتعافى دون العمل بجدية والاستعانة بجهات عالمية للترويج
محسن عادل
قال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار، إن الأساس في الأزمة الحالية سواء على المستوى النقدي أو الاقتصادي هو عدم قدرة الاقتصاد على تنمية موارده بالعملات الأجنبية، مع تراجع موارد الدولة من السياحة وعدم نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة بصورة كافية، وتراجع إيرادات الصادرات، وكذلك ضعف الطاقات المتاحة لإنتاج سلع أساسية أهمها الغذاء، ما يضطر الدولة لاستيرادها، وأيضاً اعتماد الكثير من الصناعات القائمة على المدخلات المستوردة وضعف المكون المحلي بنسب متفاوتة تصل في بعض الأحيان إلى مجرد التعبئة، إلا أنه مع التوصل لاتفاق مع صندوق النقد لا بد من تنمية واستثمار البدائل المتاحة بعد الحصول على شهادة ثقة دولية من خلال قرض الصندوق.
وعن الحديث عن الاستعانة بطرح الشركات بالبورصة، أكد أن «طرح عدد من الشركات الكبرى الرابحة في البورصة المصرية ضرورة اقتصادية، لكن مع أن يشمل الطرح في أسواق مالية دولية أيضاً لاجتذاب سيولة بالعملات الأجنبية تتراوح ما بين 2 إلى 5 مليارات دولار».
وبشأن تأثير ذلك على الموازنة العامة للدولة، قال: «لن أتحدث عن التأثير أولاً، إذ لا بد من تعديل آليات العمل في الموازنة العامة للدولة لإحكام الرقابة عليها، مع وضع سقف واضح لعملية الإنفاق والبدء في ترشيد حقيقي له بنسبة لا تقل عن 5 إلى 10% سنوياً من معدلات الإنفاق خاصة في البنود التي يمكن تحقيق ذلك بها، مثل الإنفاق على السلع والخدمات، إضافة إلى ضرورة السيطرة بصورة أكبر على المنافذ الجمركية للحد من عمليات التهريب أو إدخال منتجات بصورة غير شرعية مع تأمين الموانئ والمطارات للحد من عمليات تهريب النقد الأجنبي، خاصة بالنسبة للمطارات الموجودة في المحافظات».وعن السياحة من البدائل، قتل «السياحة لن تتعافى إلا إذا بدأ العمل بجدية والاستعانة بجهات متخصصة عالمية للترويج للسياحة في مصر، فهناك ضرورة للترويج غير التقليدي للسياحة المصرية سواء من خلال الإنترنت أو الوجود في أماكن ترويج غير تقليدية بدول العالم، كالمتاحف المتخصصة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مع ضرورة إعادة النظر في أسلوب الإدارة والخدمات اللوجستية للمناطق السياحية خاصة الأثرية لإبراز الشكل والمضمون الحضاري المصري، مع تنظيم حزم تشجيعية لليابان والصين ودول أمريكا الجنوبية (الأرجنتين والبرازيل) من خلال رحلات طيران عارض طويلة مباشرة بعد نجاح تجربة الصين في فبراير 2015، مع التركيز على أنواع جديدة مثل سياحة المؤتمرات والسياحة البيئية وسياحة الحوافز».
وبسؤاله «هل المنتجات السياحية المتاحة حالياً تساعد على ذلك؟»، أوضح: «علينا تشجيع سياحة الجذور، ووضع برنامج لأفكار جديدة لجذب المصريين المهاجرين بالتعاون مع وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج والتي تعد أحد السبل الناجحة لتنشيط السياحة في مصر، مع التركيز نحو جذب مزيد من السياحة العربية خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإنفاق السياحي العربي قياساً بالسائحين الأجانب، كما يجب أن يتم تنويع المنتج السياحي وتنمية قطاعات السياحة الترفيهية والشواطئ».