من السواقة إلى «البواجير»: يا قلبى لا تحزن
من السواقة إلى «البواجير»: يا قلبى لا تحزن
زحام شديد وضجيج وأصوات مرتفعة من حوله، لكنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم بسبب انشغاله، يجلس على قدميه، يمسك فى يديه باجور جاز، مندمجاً فى إصلاحه، وحوله عدته، يظل يُجرّب الباجور القديم على أمل إصلاحه ساعات وساعات، وقد تصل إلى أيام، يأتى وقت المغربية سريعاً قبل أن ينتهى من الإصلاح، فيهم «جبيلى محمد» بالانصراف، على أمل أن يواصل الإصلاح فى اليوم التالى. مهنة صعبة للغاية، حسب «جبيلى»: «صعبة فى التصليح وصعبة فى القعدة بالساعات، كمان مفيش باجور عِدل، كله بيهبّهب ويدخن»، يحكى الرجل الخمسينى عن قلة عمله، أحياناً يُصلح باجور أو اتنين أو ثلاثة فى أسبوع كامل: «من 7 سنين كان فيه جاز أبيض، لكنه للأسف اتمنع، مانشوفوش دلوقتى، والموجود حالياً هو السولار وده مايشغلش باجور».
يعمل فى مهنة ليست مهنته: اللعنة على الفقر
يعيش «جبيلى» فى شقة إيجار، يدفع 350 جنيهاً شهرياً، تراكمت عليه فواتير الكهرباء بسبب عجزه عن السداد: «البواجير مش جايبة همّها، وأنا أصلاً كنت سواق فى الأول، بس جيت أجدّد الرخصة إدونى شهادة بيانات وتصريح بشهر لحين نقل الملف للفيوم، رحت الفيوم أخدت التصريح، وبعدها كل ما أروح يقولوا لى لحين نقل الملف لحد ما سيبت الموضوع خالص واشتغلت فى البواجير».
محمد غالب