"أحمد الجويلي".. صيدلي يرفع شعار "طور نفسك" لإعادة ثقة المواطن في المهنة
"إذا أحب المريض طبيبه، يمكن أن يصبح ماؤه دواء.. وإذا كرهه لن يفلح معه أي علاج يصفه له".. جملة للحكيم الهندي "أوشو" تعبر عن علاقة الترابط التي ينبغي توطيدها بين المواطن المصري البسيط والطبيب بكافة مجالاته وخصوصا "الصيدلي".. انعدام الثقة بين المريض ودكتور الصيدلية وصلت إلى عنق الزجاجة، وأصبحت هناك حالة قلق بين الطرفين.. المريض أصبح يشخص حالته دون الحاجة لرأي الطبيب فهو مجرد شخص يقرأ "روشته" لا أكثر.. لكن "الجويلي" عكس موازين الظاهرة عبر مقاطع فيديو على "يوتيوب" تحمل اسم "رسائل صيدلانية يومية" وحملة "أنا صيدلى .. أنا فاهم شغلي".
أحمد الجويلي.. تخرج من كلية الصيدلة بالإسكندرية، كان حلمه أن يصبح معيدا لكن انتهى به المطاف في صيدلية والده الذي لاحظ شغفه بالعلم.. "أبويا هو اللي حببني في الكلية عن طريق مغامراته جوا المعمل مع الأنابيب والفيران، ساعتها كان بيشوف حماس في عيني بيخليه يحكي أكتر".. ذكريات لم تفارق أحمد عن حبه لدرسته التي كان الفضل الأول والأخير فيها لوالده.
قرية الشراقوة بدمنهور.. نقطة تحول في حياة الصيدلي الشاب عندما اصطدمت مبادئه مع عقلية الريف التي جعلته يتحول من "صيدلي" إلي "مؤلف" يكتب قصة معاناة الصيادلة مع المواطنين والمشاكل التي تحوله إلى "بائعاً" في نظرهم والوصول للحلول بشكل طريف، ورفض فكرة الاعتصامات لأنها لا تجدي نفعاً، أطلق عليها "يوميات صيدلي مفروس في الأرياف".
"طور نفسك ترجع ثقة المريض فيك".. أبرز الأسباب التي تناولها "الجويلي" في كلامه عن فقد ثقة المرضي في الطبيب الصيدلي، وأهمية مجارة العلم لأنه في تطور مستمر وأخذ كورسات لساعت طويلة والحل في نظره لاستعادة تلك الثقة المفقودة "الصيدلية اللي صاحبها ما بيطورش نفسه، لا تجدد له رخصة ممارسة المهنة.. والنظام دا اتطبق في دول كتير".. نفذ أحمد هو ومجموعة الصيادلة الطلبة منهم والخرجيين حملة "أنا صيدلي.. أنا فاهم شغلي" في الأندية والمراكز التجارية لتوعية المواطنين بدور الصيدلي وأهميته، وأنها ستبدأ للمرة الثالثة في إجازة نصف العام الدراسي بعد نجاحها في أكثر من 15 محافظة.
الروشته الإلكترونية.. أحد مطالب الصيادلة لأنها توفر الجهد والعناء علي المريض والصيدلي، لأن معظم الأطباء من الصعب استيعاب خطهم "آخر الحلول اللي بيلجألها الصيادلة أنهم يتصلوا بالدكتور لأنه ما بيعترفش أن خطه مش مفهوم ويبدأ يعاملنا على أننا أقل منه رغم أننا على درجة واحدة ولقب واحد"، ومن المشاكل التي تعيق مفهوم الثقة الاسم العلمي.. المفارقة أن المريض يلجأ في مراحل مرضه الأولى للصيدلية، لكن إذا اعطاه الصيدلي بديلا للدواء يرفض، ويشكل اختلاف الأسماء التجارية عائقا أمام المريض مع أن المادة الفعالة واحدة.
"أي مساعد في الصيدلية يقدر يعلم على دكتور صيدلاني".. معلومات أضافها الشاب العشريني عن بعض أصحاب الصيدليات التي لا تهتم بالتطوير ولكن تسعى لزيادة العائد المادي، عندها يضع الطبيب المتخرج في مقارنة مع العامل، يكمل الجويلي قائلاً "كفّة المساعد بتطب لقلة راتبه وولائه الدائم للصيدلية، قدّام الصيدلي اللى عاوز مرتب كبير، وفى أول فرصة ممكن يروح مكان تانى بمرتب أعلى".