أطفال «إدفينا» على الجرارات.. «البقاء لله فى قانون الطفل»
أحد الأطفال يقود جراراً فى «إدفينا»
«يحظر تشغيل الطفل فى أى من أنواع الأعمال التى يمكن، بحكم طبيعتها أو ظروف القيام بها، أن تعرض صحة أو سلامة أو أخلاق الطفل للخطر»، هكذا تنص المادة 65 من قانون الطفل المصرى، ولكن الواقع مختلف تماماً فى قرية «إدفينا» بمحافظة البحيرة، حيث تنتهك حقوق الأطفال وبراءتهم، ويتم استغلالهم بالمخالفة للقانون فى أعمال لا طاقة لهم بها برعاية مسئولى الوحدة المحلية بالقرية.
«سعيد»: أطفال 10 و12 سنة يقودونها.. وهذا فساد واستهانة بحياة المواطنين
«أطفال 10 و12 سنة بيسوقوا جرارات، وبينضفوا الشوارع، هو ده مش فساد»، كلمات سعيد العيساوى، الموظف الأربعينى، أحد أهالى قرية «إدفينا» بالبحيرة، والذى صدمته مشاهدة الأطفال على الجرارات الزراعية، كان يظنهم فى البداية يساعدون آباءهم من فلاحى القرية فى أعمال الزراعة، ولكن الأمر لم يكن هيناً لمثل هذه الدرجة، «هناك جمعية خيرية اسمها الخدمات الدينية، شغالة مع الوحدة المحلية بالقرية فى مشروع النضافة، مش عارف إزاى، المهم الجمعية دى بتجيب الأطفال دى وتشغلهم على الجرارات»، مشيراً إلى أن ذلك يتم تحت مرأى ومسمع مسئولى مجلس القرية.
الرجل الأربعينى حاول التواصل مع مسئولى الوحدة المحلية، ليطالبهم بالتدخل لوقف عمل الأطفال على الجرارات، حفاظاً على أرواح الصغار والكبار من أهالى القرية، ولكن دون جدوى، «للأسف القانون آخر حاجة بنفكر فيها ببلدنا، يعنى قانون رقم 126 لسنة 2008، مش بيجرم بس عمل الطفل، لا كمان بيجرم فى المادة رقم 50، ويحظر عليه ركوب أى عربية، المادة بتقول نصاً (لا يجوز منح الطفل ترخيصاً بقيادة أى مركبة آلية)».
لم يكتف «سعيد» بالشكوى لمسئولى الوحدة المحلية، وبعث باستغاثة إلى الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، وإلى رئيس مركز ومدينة رشيد، الذى تتبعه القرية، مناشداً إياهم بالتدخل وتطبيق القانون، الذى ينص على الحبس والغرامة للمخالفين لقانون الطفل، والحفاظ على سلامة أهالى القرية من كوارث قيادة الأطفال لهذه الجرارات، مطالباً وزارة التضامن الاجتماعى بالتدخل لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد تلك الجمعية، التى تنتهك حقوق الأطفال، دون أدنى مسئولية، وتتاجر بهم فى مشروعات لا شأن لهم بها.