رغم زيادة الأسعار 20% الأدوية «مش موجودة»
مايكل سامى
شهران مرّا على قرار زيادة أسعار الأدوية بنسبة 20% للتى يقل سعرها عن 30 جنيهاً، ورغم حالة الغضب التى أحدثها القرار، فإن ثمة رضوخاً له على أمل إحداث حالة من الغضب بين المصريين لم تهدأ إلا بعد بيان أن أحد أسباب تحريك السعر سد حالة العجز للأدوية غير المتوافرة، التى كان يشكو صنّاعها من ارتفاع أسعار المواد الخام، لكن الجملة الأشهر على لسان الصيادلة لم تختفِ بعد: «للأسف الدواء ده مش موجود يا فندم».
الصيادلة: «إحنا مظلومين»
«مش قلتم إن الزيادة دى هتخلى الأدوية الناقصة ترجع تانى السوق، ليه لحد دلوقتى مش لاقيينها»، يقولها رجل سبعينى جاء بحثاً عن دواء لالتهاب الأعصاب، ليقف الصيدلى أمامه حائراً: «يا فندم أنا مش مستفيد حاجة، على الأقل أنا باخسر زبون، ونفسى الأدوية تبقى كلها متاحة والعجز ده ينتهى»، يقولها الصيدلى مايكل سامى، الذى أصبح عُرضة للنقد من زبائن الصيدلية: «للأسف الأدوية الناقصة لسه زى ما هى ناقصة والناس اللى كانت غضبانة من ارتفاع الأسعار زاد غضبها، وبقيت أشرح لكل واحد أن الأزمة مش بسببى، وللأسف محدش بيقتنع إلا القليل»، مشيراً إلى أنه تصوّر أن العجز فى توفير بعض الأدوية سينتهى خلال الفترة المنصرمة، لكنه تلقى المفاجأة مثل المواطن: «أنا والمواطن زى بعض فى المفاجأة دى، أنا باخسر زباين لأنه بيعتقد إنى باخبى الدواء عنه، ولو لقاه مصادفة فى مكان تانى هيشك فيا أكتر ومش هييجى لى تانى».
د. محمد مبارك، رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة بسوهاج، يشير إلى أن الشركات المصنّعة للأدوية استفادت من القرار دون أن يجد المواطن صدى له، رغم أنه المعنى بزيادة السعر: «الزيادة كانت بهدف إعادة ضخ الأدوية غير الموجودة بالسوق بعد توقّف الشركات عن تصنيعها، وللأسف قامت الشركات بالاستفادة من هذه الزيادة وضخت أدوية عليها طلب أكثر فى الصيدليات مستفيدة من الزيادة، دون أن تُنتج الأدوية التى بها عجز، وبالتالى لا يزال العجز مستمراً»، مبيناً بعض الأصناف غير الموجودة: «سبازموفين أمبولات ده خاص بالمغص، وكوجينتول ده خاص بالشلل الرعاش، وجلوكوفاج لمرضى السكر، ودايجيستين شراب، وده مهضم، وتناكان شراب، وأدوية خطيرة لها علاقة بوقف النزيف، مثل هيما ستوب، ومش هتلاقيها فى المستشفيات».