من "الدوندو" إلى "الكمثرى".. تعددت الأشكال والإساءة للمرأة "مرور الكرام"
صورة أرشيفية
"لم تتمكن المرأة يوما من دفع الأذى عن كيانها".. جملة ربما تبدو غير مقبولة للبعض، إلا أنها الأكثر واقعية وصحة في رأي عدد من منظمات المرأة، خاصة بعد زيادة العنف والإساءة لها في الفترة الأخيرة، وخاصة عبر الإعلانات والقنوات الفضائية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي.
"أصل أنا مش قادر أنسى الدوندو".. "كل واحد وله قعدته ودي بقى قاعدة أووه".. "دايس بتركيبته الجديدة مش هيخلي حد يتحكم فيكي".. جمل وردت في إعلانات مختلفة خلال رمضان الماضي، أثارت جدلا كبيرا وشنَّ البعض حملة ضدهم لاعتبار الإعلانات مصحوبة بـ"إيحاءات جنسية"، إلى أن تم منعها من جهاز حماية المستهلك.
إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فيما بعد، حيث نشر منذ أيام نادي "جولدز جيم دريم لاند" بالقاهرة التابع للنادي العالمي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدوينة يقول فيها "هذا ليس الجسم المناسب للفتيات"، مستخدما صورة لـ"كمثرى"، وهو ما تسبب في استنكار وغضب عالمي واسع للأشخاص والمواقع الإخبارية خارج مصر وداخلها.
واعتبر الكثيرون التدوينة نوعا من الإساءة للمرأة والمعايرة الجسدية لها، وخاصة للنساء اللاتي يعانين من السمنة ولا يمتلكن الجسم المثالي، وقرر عدد منهم إلغاء عضويته في فروع النادي بأمريكا بينما ينظر البعض في قرار عضويته بالنادي الذي تنتشر فروعه حول العالم.
وسرعان ما بادرت الصفحة العالمية للنادي بالرد على ذلك الأمر وأصدرت بيانا تبدي فيه استياءها الشديد للمنشور الصادر من أحد فروعها بالقاهرة، الذي صدر دون علمها، وأنها تعمل على إنهاء الامتياز التجاري للفرع الذي لا يحترم القيم الذي يتبناها النادي، وقدمت اعتذارها الشديد عن هذا الأمر.
وترى الدكتورة ماجي الحلواني عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أن تلك الأحداث الأخيرة تعتبر إساءة صريحة ضد المرأة، ناتج عن غياب الوعي الإعلامي المهني وأخلاقيات المهنة لدى القائمين على الإعلانات وعدم وجود سيطرة على القنوات ومواقع التواص الاجتماعي، ما سهل على الجمهور استخدام الأمر كسلعة سهلة للسخرة ضد المرأة.
كما أن تنامي ذلك الأمر يرجع إلى عدم وجود رد فعل قوي تجاه تلك الظاهرة التي تحتاج إلى ضوابط سريعة وفعالة حتى لا تتفشى بشكل أسوأ لا يمكن السيطرة عليه، وفقا لرأي الحلواني لـ"الوطن".
بينما ترى الدكتورة عزة كامل، مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، أن تلك التدوينة الذي نشرها النادي الرياضي، لم تهدف الحث عن خطورة السمنة والحفاظ على اللياقة البدنية، وإنما تعدّ تفاشيا واضحا لشكل من أشكال الإساءة والعنف ضد المرأة الذي لم يختفي يوما، وإنما زادت مواقع التواصل الاجتماعي من إظهاره بشكل أكبر.
"التشيؤ".. هو الوصف الذي أطلقته عزة كامل على التعامل مع المرأة وكأنها شيء فقط دون الاعتراف بأنها كيان فاعل ذو عقل كامل في المجتمع المصري، وليست في حاجة إلى التعليق على جسدها أو طريقتها، لافتة إلى أن ذلك من شأنه زيادة نسبة التحرش بين الشباب، ما سيتسبب في نشر أضرار نفسية عدة لدى الفتيات.
وتابعت أن مصر تعاني من غياب آليات المراقبة والمحاسبة كما يحدث في الدول الأوروبية وأمريكا، مضيفة: "ولكن هنا في مصر بتمر مرور الكرام".