«محمد» قتله جيرانه داخل محل والده لسوء الظن: «ابنى الوحيد راح»
الضحية
بطاقة دعوة لحفل زفاف تقول إن موعد حفل زفاف «ولاء حسن» غداً الأحد، لكن أسرة ولاء لم يخطر ببالها أنها بدلاً من زفاف الابنة إلى عريسها سيشيعون نجلهم محمد حسن 18 سنة، إلى مثواه الأخير، الأسرة التى تقيم بمدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، لم تتخيل أن استعداداتهم لزفاف الابنة لن تنتهى بعرس كما خططت الأسرة بل انتهت بفاجعة وبدلاً من احتضان الأهل للعروس لم تعد هناك سوى جثة الابن مضرجة فى دمائها بعد أن تلقى عدة طعنات، للانتقام منه بسبب مشاجرة بينه وبين عدد من جيرانه.
والد الضحية: مشاجرة فى الشارع بين جيراننا.. وابنى حاول نقل التروسيكل من مكانه فاشتبكوا معه
المأساة يرويها لـ«الوطن» والد الشاب محمد حسن أحمد سعد كما حدثت: «انتقلت للسكن بشقتى الجديدة بحى المروة منذ شهرين تقريباً، ومنذ أن مكثنا فيها وأنا غير مرتاح للجو العام للحى، وبدأت أبحث عن شقة جديدة بحى الزهور، حيث إننى أعمل بالمركز الاستكشافى للعلوم بالخارجة، وفى نفس الوقت كان محمد ابنى قد انتهى من دبلوم الصنايع هذا العام وفرحت لأنه أصبح متفرغاً لإدارة المحل الذى نمتلكه بحى البرى بالخارجة، وعرضت عليه أولاً أن يستكمل مشواره التعليمى بأحد المعاهد أو الكليات، لكنه رفض معللاً بأنه سيساعدنى فى محل البقالة والمواد التموينية الذى أمتلكه حتى يتم زواج إخوته البنات، لأن محمد هو الابن الوحيد، ولم يذهب محمد للسهر ومجاراة زملاء السوء، ولم تستهوه أهواء الشباب مثل التدخين، بل كان ينفر من السيجارة إذا أشعلتها أنا فى المنزل، وقد اعتاد منذ صغره على تحمل المسئولية، وفى الآونة الأخيرة اشتريت له تروسيكل يحمل عليه المواد التموينية من مخازن وزارة التموين وصولاً للمحل، لأن أصحاب عربات الكارو بيتأخروا عند تحميلهم هذه البضائع، وبدأت أعتمد عليه تماماً فى إدارة المحل، حتى إننى كنت آخذ مصروفى منه وهو يعمل فى المحل، وأنا أدعو له.
النيابة حبست المتهمين على ذمة التحقيقات وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة
ويستطرد والد محمد: «فجأه تحول الحلم لكابوس عندما أعلن الجيران عن زواج إحدى الفتيات فى العمارة التى بجوارنا، وبعد أن انتهت ليلة الحنة، سمعنا صوت مشاجرة وكان هذا منذ أكثر من أسبوعين فنظرنا من الطابق الثالث الذى نسكن فيه، فوجدنا محمد يحاول تغيير مكان التروسيكل الخاص به لأن هناك مشاجرة حدثت بين الجيران أصحاب الفرح وهو كان يخشى أن يصاب التروسيكل بأذى لأنهم تقاذفوا رمى الطوب، وفجأة ترك الجيران المشاجرة، وتحولوا تجاه محمد واتهموه بأنه يتنصت عليهم، وفى الحقيقة أنه ذهب ليغير مكان التروسيكل، لأن المشاجرة كانت بالطوب وخشى محمد أن يتحول الموضوع لأكبر من ذلك ويحترق التروسيكل، وانهالوا ضرباً على محمد وأحدثوا به جرحاً قطعياً بمؤخرة رأسه، وعلى الفور نزلت للشارع وأخذت محمد ورجعنا للشقة، حرصاً على فرح الجيران، دون أى عتاب أو لوم لمن ضربه.
والد القتيل يكمل: «اعتقدت أن الموضوع انتهى، وفى اليوم التالى نزل محمد وذهب ليحضر سندوتشات من أحد المطاعم بجوار محطة الأوتوبيس بالخارجة، ولم ندرك أن عريس بنت الجيران كان يترقب محمد وحدثت مشادات وكان مع محمد أيضاً خطيب أخته، وانتهى الموضوع بمشاجرة وقمنا بعمل محضر فى القسم، وقام الطرف الآخر بعمل محضر، وعندما تدخل أولاد الحلال لأن الطرف الآخر كان فرحه فى نفس اليوم، تنازلنا عن المحضر وبدأ الطرف الآخر يفكر فى الانتقام من محمد».
ويضيف: «بعد مرور 7 أيام على زواج الطرف الآخر، بدأت أحذر محمد من المشاجرات وإن حدث شىء عليك أن تبلغنى فوراً، ولكنى ذهبت فى اليوم المشئوم عند ابن أخى بالصدفة وجدت مجموعة من الشباب يجلسون معه، وأخبرنى ابن أخى أن هؤلاء الشباب هم أصحاب المشكلة مع محمد ويريدون الصلح، وأبلغته أننى ليس لدىَّ أى مانع، وفجأة وجدتهم يتركون ابن أخى ويفرون مستقلين سيارة بسرعة، وعلمت بعد ذلك أن أحد الأشخاص كان مكلفاً بمراقبة محمد فى المحل حتى يكون بمفرده ويبلغهم، وبالفعل وأنا بقلب الأب شعرت بالخطر، وانطلقت مستخدماً الموتوسيكل الخاص بى ومررت من أحد الممرات الجانبية مسرعاً للمحل الموجود به محمد، ولكنى شاهدت ما لم أكن أريد أن أشاهده، حيث وجدت الناس ملتفة حول محمد، ووجدت ابنى غارقاً فى دمائه بعد أن طعنه 4 من الطرف الآخر وأصدقائه فى أماكن متفرقة من جسده، وتركوه بين الحياة والموت، وعندما دخلت عليه نطق جملة واحدة وهى اسم القاتل وأصدقائه، وبعدها دخل فى غيبوبة ونقلناه للمستشفى ولم تمض عدة دقائق فى المستشفى حتى فارق محمد الحياة، وهو بين أحضانى»، وأوضح والد القتيل أننى «لم آخذ عزاء فى محمد، وأننى أنتظر من القضاء العادل أن ينصفنى فى تنفيذ شرع الله، وأننى عند استجوابى فى النيابة العامة أقسمت بالله ألا أقول سوى الحقيقة التى رويتها لكم». وكانت نيابة الخارجة الجزئية بمحافظة الوادى الجديد قد قررت، برئاسة المهتدى غانم مدير النيابة وأحمد عبدالسميع وكيل النائب العام وأمانة سر مايكل فرج، حبس 4 متهمين، أربعة أيام على ذمة التحقيق فى القضية رقم 1678 لسنة 2016 إدارى الخارجة، بعد أن وجهت إليهم تهمتى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة أسلحة بيضاء، استخدمت فى قتل المجنى عليه محمد حسن أحمد سعد 18 عاماً.