السادات استخدم «الجماعة» لتفكيك الاتحاد الاشتراكى وضرب الأطراف السياسية
بدأ محمد أنور السادات، الرئيس الراحل، عام 1976، نظام التعددية الحزبية فى مصر على طريقته، وكانت أولى الخطوات هى تأسيس نظام جديد يقوم على تفكيك تنظيم «الاتحاد الاشتراكى العربى»، من خلال تأسيس 3 منابر داخله تمثل «اليمين والوسط واليسار»، مستخدماً تنظيم الإخوان فيها حتى لا تطغى القوى السياسية عليه. واهتمت الوثيقة الأمريكية، الصادرة بتاريخ 22 يوليو 1976، بعملية تأسيس منبر مصر العربى الاشتراكى، بكل التحالفات والصفقات التى جرت فيها، بشكل يرسم صورة واضحة للطريقة التى أدار بها السادات الحياة الحزبية المصرية، مستخدماً كل الأطراف السياسية لضرب بعضها، ومعتمداً على وضع وجوه غير بارزة فى المناصب المؤثرة حتى لا تطغى عليه.
قالت الوثيقة: «بعد أسابيع طويلة من الانتظار، أعلنت كتلة (الوسط) عن تشكيل مكتبها السياسى من 34 شخصاً، لا توجد بينها أسماء مؤثرة، ربما باستثناء رئيس الوزراء ممدوح سالم، الذى أُعلن أميناً عاماً، وباستثنائه لا توجد وجوه أخرى من الحكومة، ولا من الوجوه البارزة فى الحياة السياسية المصرية. وجرى تمثيل الصحفيين بعبدالمنعم الصاوى، نقيب الصحفيين، وهو واحد من كبار الصحفيين الأقل احتراما فى مصر، إضافة إلى مجموعة من الوزراء السابقين، لا بريق لهم».
وتطرقت الوثيقة إلى نقطة استخدام «السادات» لتيار الإسلام السياسى فى تجربة التعددية الحزبية، قائلة: «الوجه الإسلامى الوحيد البارز فى الحزب هو عبدالرحمن البيصار، شيخ الأزهر، وإن كان هناك اسم آخر إسلامى هو صالح أبورقيق، الذى اكتفت الصحافة بوصفه كمسئول سابق فى جامعة الدول العربية، لكن من المعروف أنه أحد الوجوه البارزة فى الإخوان». وتابعت الوثيقة: «لا بد من التوقف أمام إدراج اسم صالح أبورقيق فى الحزب. قال مسئول فى السفارة البريطانية لنا الأسبوع الماضى: إن الإخوان رفضوا رسمياً طلبا من مصطفى كامل مراد، رئيس كتلة اليمين فى التنظيم الاشتراكى، بدعمه رسمياً، ويتردد أنهم قالوا لمصطفى كامل مراد بمنتهى الحزم: إن الإخوان لن يعاقبوا من يمارس العمل السياسى منهم، لكنهم سيقفون ضده بكل وضوح. ويبدو من وجود (أبورقيق) فى حزب (الوسط) أن الإخوان راجعوا موقفهم، وقرروا بشكل غير رسمى أن يدعموا صنيعة النظام، الذى سمح لهم بالظهور والعمل كمنظمة على الأرض».
أخبار متعلقة:
«الوطن» تواصل الانفراد بنشر الوثائق السرية لـ«CIA»: «الإخوان» حاولت التسلل داخل الشرطة والجيش
«الجماعة» جلبت أسلحة من ليبيا لسرقة القطارات وقطع الطرق
«السادات» قال لـ«السفير الأمريكى»: أتعامل مع الإخوان لأنهم ينفذون أغراضى الخاصة
الوثيقة «538»: «السادات» انقلب على «الإخوان»
رئيس «الأعلى للشئون الإسلامية» فى لقاء سرى: الرئيس لن يسمح بصعود «الإخوان» مرة أخرى.. وشيخ الأزهر «متطرف» صوفى
لمتابعة الحلقة الأولى:
«الوطن» تنفرد بنشر تقارير المخابرات الأمريكية السرية عن اغتيال «السادات» وصعود «مبارك»
مراسلات «CIA» فى الأيام الأربعة التالية لحادث المنصة: قيادات الجيش يرفضون «مبارك»
الوثيقة رقم 678: أشرف مروان «داهية جرىء يحشو جيوبه من عمولات أسلحة الجيش»