مزارعو الأرز فى دمياط يواجهون «كارثة مزدوجة».. نقص المياه و«جشع» التجار
صورة أرشيفية
افترش العشرات من مزارعى الأرز فى محافظة دمياط أراضيهم، ينتظرون مصيرهم المجهول، تعلو وجوههم علامات البؤس، وتملأ نظرات الحزن عيونهم، بعدما أصبحوا «دمية»، حسب وصف العديد منهم، فى أيدى التجار، يحركونهم كيفما شاءوا، غير عابئين بآلامهم وأحلامهم التى ضاعت هباءً، بعدما أكد كثير من التجار أنهم لن يشتروا المحصول منهم بالسعر الذى حددته الحكومة، الأمر الذى دفعهم إلى مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل لإنقاذهم، وإصدار أوامره للحكومة بشراء محصول الأرز من الفلاحين.
«حسانين»: «التجار بيمصوا دمنا ومفيش رقابة من الحكومة».. و«بدوى» تكلفة زراعة الأرز مرتفعة بسبب التقاوى والسولار
وقال «نجيب بدوى»، أحد المزارعين: «ضيعت وقتى وجهدى وما أملك من مال لزراعة فدانين أرز، ورغم ذلك لم يرأف بنا التجار، وعدنا بعضهم بشراء الطن بسعر 1600 جنيه، مما لا يتناسب مع تكلفته الحقيقية التى تتراوح بين 2500 و3 آلاف جنيه.. وحينما طلبنا رفع السعر قالوا لنا: عندكم الحكومة»، وطالب «نجيب» الدولة بسرعة التدخل لحل أزمة مزارعى الأرز، وشراء المحصول منهم، حتى لا يقعوا فريسة للسوق السوداء، مضيفاً أن «الجمعية الزراعية لم تصرف سوى شيكارتين تقاوى لكل فدان، مما دفعنى لشراء شيكارتين أخريين من السوق السوداء، بسعر يتراوح بين 180 و200 جنيه، علاوة على عدم وجود مياه صالحة للزراعة، وهو ما دفعنا إلى استخدام مياه صرف زراعى مختلطة بالصرف الصحى للرى».
وبنبرة حزينة قال «أحمد حسانين»: «التجار بيمصوا دمنا، رافضين يشتروا طن الأرز بـ2000 جنيه، وحينما قلت لهم إن المحافظ هو اللى أعلن السعر، قالوا لى: روح بيعه للمحافظ»، وتابع بقوله إن «التاجر هو المتحكم فى السعر، فى ظل غياب الدولة»، مطالباً بتشديد الرقابة على تجار الأرز، أو شراء المحصول منهم.
وقال «رشدى محمود»: «مش عارفين نصرف على الرز وعلى ولادنا، والتجار خربوا بيوتنا، باعوا لنا التقاوى بأثمان باهظة، واشترطوا علينا شراء الفدان بأقل من تكلفته الحقيقية، ورفضوا الشراء مننا بالسعر المعلن من قبَل الدولة، بيقولوا لنا: روحوا بيعوه للدولة، مش هناخده غير بالسعر اللى نحدده إحنا»، وتابع بقوله: «الفلاح زمان كان له قيمة، أما الآن سقطنا من حسابات الجميع، وأصبحنا صفراً على الشمال، ورغم أنه لا قيام لدولة بدون الفلاح فإننا نعانى الأمرّين بسبب الجشع والإهمال»، واتهم «رشدى» التجار بالتسبب فى رفع أسعار الأرز، رغم شرائهم الطن من المزارع بـ«رخص التراب»، على حد قوله.
وأكد «عزت بدوى» ارتفاع تكلفة زراعة الأرز، ممثلة فى التقاوى والسولار، بالإضافة إلى زراعة الأرز بمياه صرف زراعى مخلوطة بالصرف الصحى، بسبب عدم وصول مياه صالحة.
وقال «مجدى البسطويسى»، نقيب الفلاحين بمحافظة دمياط، إنه «على الدولة الالتزام، بحسب مواد الدستور، بشراء محصول الأرز من المزارعين، عن طريق المجمعات، أو التسويق بجوار الجمعيات الزراعية، لتخفيف العبء عن المزارعين، بدلاً من المضارب، لبعد المسافات، وصرف المستحقات للمزارعين فور تسليم المحصول»، مشيراً إلى تفاقم أزمة مياه الرى المستخدمة فى الزراعة هذا العام، خاصة فى المناطق الواقعة على بحر «بسنديلة»، لافتاً إلى أنه تم زراعة حوالى 15 ألف فدان بمياه الصرف الزراعى المخلوطة بالصرف الصحى فى عدد من القرى بمركزى كفر البطيخ وفارسكور.