العصيان المدنى يحول مدارس بورسعيد إلى «بيوت أشباح»
تحولت المدارس فى بورسعيد إلى بيوت أشباح منذ أن بدأ العصيان المدنى، وأغلقت جميع المدارس أبوابها، ومنع أولياء الأمور أبناءهم من الذهاب، رغم مرور أكثر من أسبوعين على بداية الفصل الدراسى الثانى، ومن الواضح أن توقف الدراسة فى بورسعيد سيمتد حتى ما بعد يوم 9 مارس المقبل موعد صدور الحكم النهائى على المتهمين فى مذبحة الاستاد.
وقال ثروت فاروق، موظف وأحد أهالى بورسعيد «المسئولون يؤكدون عدم وجود عصيان، وأن المدارس مفتوحة، فى حين أن معظم المدرسين مشاركون فى العصيان، وأولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدارس خوفا عليهم فى ظل الأحداث المتلاحقة، واحتمال تصاعد أعمال العنف، واضطررت لإعطاء ابنى وابنتى دروسا فى كل المواد، مع مذاكرة والدتهما لهما فى المنزل كبديل عن المدرسة، وأقترح إلغاء الترم الثانى لطلبة النقل».
وقالت منال سامى «ابنى فى الصف الثالث الإعدادى، ومن الواضح أن الترم الثانى ضاع على الطلبة، ويجب عند إجراء الامتحانات أن تُراعى الظروف السياسية التى عاشها الطلاب».
وقال محمد سمير موظف «ابنى أحمد فى الصف الأول الثانوى، وكان يعتمد على المدرسة، ولا يأخذ دروسا خصوصية إلا فى مواد قليلة، ولابد أن يتم حذف أجزاء من المنهج».
وقالت رحاب محمود والدة سهيلة بالصف الثالث الثانوى العام «لا نعرف ما الذى سيفعله طلاب الثانوية العامة ولا نستطيع أن نطالب بحذف أجزاء من المنهج لأن الامتحان على مستوى الجمهورية، ولا يمكن أن نطالب بالتأجيل، فما الذى ينتظر أبناءنا هل الرسوب وإعادة السنة؟».
وقال محمد حسين، عامل «لدىَّ 3 أولاد محمود فى الصف الثالث الإعدادى، وأحمد فى الصف الرابع الابتدائى، وهدى فى الصف الثانى الابتدائى، وإمكاناتى المادية لا تسمح لى بإعطائهم دروسا إلا فى مواد قليلة، وكنت أعتمد على المدرسة ولا أعرف ماذا أفعل لهم وهل سيضيع الترم عليهم أم ستجد الوزارة حلا آخر؟».
ويطالب محمد نصر أحد أولياء الأمور بموقف صريح من وزير التربية والتعليم فيما يتعلق بطلاب الشهادات الإعدادية، والثانوية من أبناء بورسعيد بشكل خاص، وقال «على الوزير أن يعلن إما حذف أجزاء من المناهج، أو إلغاء الترم لأنهم لم يدرسوا شيئا فيه، وللأسف بعض مدرسى الدروس الخصوصية خاصة للمرحلة الثانوية استغلوا الأزمة ورفعوا سعر الحصة». وحذر أسامة عطعوط مدرس فى مدرسة نبيل الوقاد الابتدائية، مديرية التربية والتعليم من أن تكلف المعلمين فوق طاقتهم، وتطلب منهم تدريس المناهج كلها دون حذف فى وقت قصير جدا، خاصة أن الوضع يشير إلى أن الدراسة لن تنتظم إلا بعد محاكمة باقى المتهمين، وقال «مديرو التربية والتعليم، والمحافظ لا يريدون وقف الدراسة بالرغم من غياب التلاميذ، وأغلب المدرسين متضامنون مع أهالى الشهداء، ومطالب بورسعيد».
وقال السيد الكحكى مدرس أول لغة إنجليزية فى مدرسة بورسعيد الإعدادية بنين «الدراسة فى بورسعيد من سيئ لأسوأ، وأتوقع أن تتم مضاعفة الدرجات التى حصل عليها طلاب الشهادة الإعدادية فى الترم الأول لأنه سيصعب حضور الطلاب إلى المدرسة فى الترم الثانى».
وأضاف «الدروس الخصوصية أسعارها زادت بالنسبة لمدرسى الثانوية العامة فقط، أما الابتدائى والإعدادى فالأسعار ثابتة».
وكشف عن أن بعض الكتب لم تصل إلى المدرسة بعد، وقال «أصبحت المدارس مثل بيوت الأشباح حتى مجموعات التقوية توقفت ما أثر بالسلب على دخل المدرسين».