مسجل خطر قتل «أحمد» فى سوق قرية «شيبة» بالرصاص أمام الجميع: «ضحية أكل عيش»
والد القتيل
أحمد صالح علوان شاب فى منتصف العقد الثالث من العمر قتلته رصاصات مسجل خطر صوبها لجسده دون شفقة أو رحمة لمجرد دفاعه عن مصدر رزقه ورفض ترك عمله كحارس لأحد الأسواق التجارية بقرية شيبة فى الزقازيق وتصديه للقاتل ومنعه من السيطرة على السوق وفرض الإتاوات على التجار والباعة.
أحمد رحل وترك وراءه 3 أطفال أصبحوا أيتاماً، بلا أب يحنو عليهم ويحميهم من قسوة الأيام ولا تزال أحداث الواقعة التى هزت أرجاء القرية عالقة فى أذهان الأهالى لا تغيب مشاهدها الدموية عن أى منهم وسط حالة من الغضب الذى يشتعل فى صدورهم، خاصة بعد هروب المتهم وعدم ضبطه على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الواقعة.
المتهم استدرج الضحية وأطلق عليه الرصاص وما زال هارباً منذ أسبوعين
«حسبى الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم منه، كسر ضهرى، وحرمنى من سندى فى الدنيا» بتلك الكلمات بدأ «صالح علوان» مقيم بقرية شيبة، والد المجنى عليه حديثه قائلاً: «ابنى طول عمره غلبان وفى حاله وكان كل اللى عاوزه إنه يربى عياله ويشوفهم كويسين بس ملحقش وولاده اتحرموا منه بدرى»، وتابع والدموع تنهمر من عينيه: «أنا مش بعترض، الموت حق، وكل إنسان له ساعة يموت فيها بس صعبان عليَّا ابنى يروح مننا فى غمضة عين على إيد مسجل خطر من غير ما يرتكب أى ذنب، الحاجة الوحيدة اللى عملها إنه دافع عن لقمة عيشة ومصدر رزقه»، موضحاً أن نجله كان يعمل منذ عدة سنوات حارساً لأحد الأسواق بقرية شيبة خاصة فى فترة الليل، حيث يجلب الباعة بضاعتهم ليلاً ويفرغ كل منهم حمولة السيارات من البضاعة المختلفة «خضار، فاكهة، أسماك» وغيرها ويفترشون المكان المخصص لهم ثم يغادرون للعودة فى صباح اليوم التالى ليبيعوا بضاعتهم للأهالى، لافتاً إلى أن نجله هو من يتولى حراسة تلك البضائع ويعمل معه عدد من الأشخاص، وذلك مقابل تقاضى مبالغ بسيطة من الباعة والتجار نظير حماية بضائعهم من السرقة وخلافه. وأضاف: منذ فترة خرج مسجل خطر يدعى «عبدالوهاب. ف» من السجن بعد قضاء فترة عقوبة 7 سنوات فى جريمة قتل وحاول التدخل فى إدارة السوق لفرض إتاوات على التجار بدعوى حمايتهم وبضائعهم، وهو الأمر الذى رفضوه مؤكدين أنهم ليسوا فى حاجة لحراسة أحد، خاصة أن هناك من يحرس السوق.
والد القتيل: «ترك 3 أطفال وكنت أقوله انت اللى هتنزلنى قبرى وأنا اللى نزلته»
وواصل الأب كلامه: ما حدث أصاب المتهم بحالة من الغضب الشديد ما دفعه للتوجه لنجلى ومطالبته بترك أمور السوق قائلاً له: «أنا اللى هتولى حراسة السوق وانت ملكش دعوة بأى حاجة فيه بعد كده، فرد ابنى قائلاً: «ده شغلى ومصدر أكل عيشى، انت لو عاوز تشتغل ممكن تشتغل معانا مش هنمنع حد ياكل عيش بس يكون بالاحترام والمعاملة الحسنة للناس والباعة، المتهم رفض أن يمر ما حدث مرور الكرام وقرر الانتقام من ابنى، حيث فوجئ أثناء وجوده مع بعض أصدقائه على مقهى باتصال المتهم به حيث طلب منه أن يقابله بمدخل السوق للتحدث معه فى أمر مهم، فتوجه نجلى بحسن نية للسوق مباشرة وبمجرد وصوله كان المتهم فى انتظاره برفقه عمه وطالبه مجدداً بترك السوق إلا أنه رفض ووقعت مشادة بينهما وأثناء مغادرة نجلى أطلق المتهم عليه الأعيرة النارية ما أدى لإصابته بطلقات نارية أودت بحياته على الفور»، وتوقف الرجل عن الحديث مطلقاً العنان للدموع تسيل من عينيه حتى أغرقت خديه وبصعوبة
بالغة مسح دموعه بيديه واستأنف حديثه قائلاً: «ابنى وقع على الأرض ودمه غرّق المكان والناس اتجمعت والمكان ضج بصريخ السيدات وبكاء الأطفال».
زوجة الضحية: أنا عاوزه حق جوزى اللى قتله يتعدم
وصمت الأب مجدداً متذكراً لحظات مرت عليه كسنوات طويلة عندما أبلغه أحد الأهالى بإصابة نجله، حيث أسرع تتخبط ساقاه لمعرفة ما حدث وبمجرد وصوله وجد نجله ملقى على الأرض وحوله الأهالى فسارع باحتضانه بين يديه منادياً عليه إلا أنه لم يجبه فقد سكت صوته للأبد ليعتصر قلبه الألم مردداً «قوم يا بنى، أنا مليش غيرك، رد على، معقول أنا اللى هدفنك بإيدى، ده أنا كنت بوصيك تغسلنى وأنت اللى تنزلنى قبرى»، ثم أصيب بحالة من الانهيار ليسارع الأهالى بإنقاذه وتغطية نجله حتى حضرت الشرطة وتم نقله لمشرحة المستشفى فى مشهد طغى فيه الحزن على الأهالى وخيم الصمت على الجميع وكانت الدموع سيد الموقف عدا ترديد عبارات الدعاء للفقيد ابن قريتهم.
«أنا عاوزه حق جوزى، واللى قتله يتقبض عليه ويتعدم» كلمات بسيطة عبرت بها «أمانى عيسى» 34 عاماً، زوجة المجنى عليه، عن ضرورة القصاص لزوجها وإحكام القبضة الأمنية وردع العناصر الإجرامية، وتابعت «ذنبى إيه عيالى يتيتموا ويتحرموا من أبوهم؟»، مشيرة إلى أن لديها 3 أبناء هم «نورا 13 عاماً، وأدهم 6 سنوات، ومحمد 3 سنوات»، وأصبحت هى الأب والأم بالنسبة لهم ورددت «ربنا يقدرنى على تربيتهم وتحمل مسئوليتهم والمشوار طويل، بس ربنا كبير وكريم مش بيترك حد محتاجله واحنا مالناش غير ربنا».
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العميد أحمد عبدالعزيز، رئيس مباحث المديرية، يفيد باستقبال مستشفى الأحرار التعليمى بمدينة الزقازيق لـ«أحمد صالح علوان» 35 عاماً، مقيم بقرية شيبة، مركز الزقازيق، جثة هامدة إثر إصابته بطلقات نارية على يد «عبدالوهاب فتحى» 28 عاماً، مسجل خطر، بسبب الخلاف على أولوية حراسة سوق قرية «شيبة» ولاذ المتهم بالفرار فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم.