"أردوغان": تركيا لن تنجر وراء مؤامرات
الرئيس التركي-رجب طيب أردوغان-صورة أرشيفية
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، القوى التي تقف خلف منظمات إرهابية إلى إعادة حساباتها، موضحا أن تركيا لن تنجر وراء مؤامرات.
وأضاف في كلمة ألقاها، الجمعة، خلال مراسم افتتاح جسر السلطان، ياووز سليم بمدينة إسطنبول، أمام حشد جماهيري تقدّمهم مسؤولون سابقين وحاليين، وزعماء عرب وأجانب من دولٍ عدة- أن وحدة الشعب التركي ووقوفه صفا واحدا في وجه الانقلابيين منتصف يوليو الماضي، حالت دون نجاح محاولتهم، داعيا كافة أطياف الشعب إلى نبذ الخلافات والاستمرار في إظهار هذا النوع من التضامن والتكاتف الذي تجلى خلال محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعن محاولات زرع الفتنة بين أطياف الشعب التركي قال أردوغان، "في كل مرحلة يحاولون نثر بذور الفتنة لشق الصف بيننا، تارة من خلال إشعال فتيل الفتن المذهبية بين السنة والعلويين، وتارة أخرى من خلال إثارة العرقية والقومية بين الأتراك والأكراد، واليمينيين واليساريين"، موضحا: "ورغم اختلاف المسميات وتعددها فإن الهدف كان دائما واحدا ولم يتغير، ألا وهو إضعاف تركيا"، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية.
وتابع أردوغان: "من خططوا للمحاولة الانقلابية، اعتقدوا أن القوات المسلحة التركية سيصيبها الضعف حال نجح الانقلاب أو فشله، وعندما اصطدموا بالشعب، وباءت محاولتهم بالفشل، استعانوا بمنظمات إرهابية مثل "العمال الكردستاني" و"داعش" وأظهروا نواياهم الحقيقية تجاه تركيا، في إشارة لعدة هجمات إرهابية شهدتها البلاد مؤخرًا.
وأوضح الرئيس التركي: "ولما أيقنوا أن تركيا لم تتراجع قيد أنملة عن إصرارها على مكافحة الإرهاب، لا سيما عندما انطلقت عملية "درع الفرات" في مدينة"جرابلس" السورية، بدؤوا بالبحث عن ألاعيب جديدة، كان آخرها الاعتداء الإرهابي على موكب كمال قلجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري".
وبخصوص الوضع الاقتصادي لبلاده، قال أردوغان، إن المعطيات الاقتصادية تشير إلى سير التعاملات التجارية بالشكل المطلوب، رغم كل محاولات الإعاقة التي حدثت عقب محاولة الانقلاب، مشددًا أن بلاده لن تتغلب على هذه المحن إلا من خلال وحدتها وتكاتف أبنائها.
وذكر المسؤول التركي، أن "تركيا تتقدم بخطى حثيثة نحو تحقيق أهدافها المنشودة، وذلك عبر مشاريعها العملاقة التي أُنجزت، إلى جانب تلك التي لا زالت قيد الإنشاء"، مشيرا إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة لحل الأزمات الصغيرة في مجالي التصدير والسياحة.
وأضاف أردوغان، عن جسر "السلطان ياووز سليم" الرابط بين الشطرين الآسيوي والأوروبي لمدينة إسطنبول: "الجسر يعتبر الأعرض في العالم، ويسمح بعبور السيارات، إلى جانب القطارات التي أنشئت لها سكة حديد"، معلنا أن عبور السيارات من الجسر سيكون مجانا حتى نهاية أغسطس.
من جهته، أوضح رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، في كلمته خلال المناسبة ذاتها، أن "تدشين الجسر يوافق الذكرى السنوية، لبدء الهجوم الكبير الذي أطلقه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، يوم 26 أغسطس 1922، إبان حرب الاستقلال بين عامي 1919-1922، مؤكدا أن "الهجوم أظهر للعالم أن الأتراك لا يقبلون العبودية أبدا"، مشيرا إلى أن الجسر، ليس جسرا فقط، بل هو تحفة فنية، وعمل هندسي عظيم، وهو الأعرض في العالم يمرعليه خط سكك الحديد.
وأضاف يلدريم، "الجسر لا يقدم خدماته لسكان إسطنبول فحسب، بل لكل رحلات السفر التي تبدأ من الشرق الأقصى، والصين وصولا إلى لندن، ويقدم الخدمة لكل الرحلات على طريق الحرير التاريخي"، موضحا أن الجسر واحد من أجمل الأعمال التي تربط الحضارات والإنسانية بعضها ببعض.
وتعهد رئيس الوزراء التركي، بمواصلة العمل الدؤوب من أجل نقل تركيا إلى مصاف الحضارات المتقدمة، وذلك من أجل مستقبل مواطنيها، مؤكدا أنهم لن يسلموا البلاد للانفصاليين أو الانقلابيين على الإطلاق.
بدوره، أشاد الرئيس التركي السابق عبدالله جول، في كلمة له، بالإنجازات التي تحققت خلال الأعوام الأخيرة في البلاد، على صعيد الاقتصاد، والمشاريع العملاقة التي نفذت، متمنيا أن يكون الجسر الجديد فاتحة خير على إسطنبول وعلى عموم تركيا.
وفي السياق، أعرب رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد دواد أوغلو، عن تمنياته أن يكون الجسر أداة وصل تربط الخير بين الإنسانية جمعاء، في كلمة له على هامش المراسم ذاتها.