انتخابات سرية لـ"الأخوات" تنتهى باستبعادهن من الهيكل الإدارى
أجرى تنظيم الإخوان فى سرية تامة، أول انتخابات داخلية فى قسم المرأة، وهى الخطوة الأولى من نوعها منذ إنشائه عام 1928، بعد تعديلات أجراها مجلس شورى التنظيم على لائحته، بمقتضاها انفصلت أقسام المرأة التى كانت تتبع مجالس إدارات الشعب عن طريق مشرفين، وإنشاء ما أطلق عليه «مجموعة الأخوات التكوينية» التى تنتخب من مستويين للأخوات، هما الأخت العاملة والأخت المنتظمة، ثم تنتخب المجموعة بعد ذلك ما يطلق عليه منسقة مجموعة العمل، أما ما دون ذلك من مستويات مثل الأخت المحبة والأخت المؤيدة، فليست لها حق التصويت فى انتخابات المجموعة التكوينية ولا منسقة مجموعة العمل التكوينية، وذلك فى إطار ملف تطوير الإخوان.
وحاولت التعديلات الجديدة الخروج من أزمة الخلافات داخل التنظيم، المتمثلة فى رفض معظم قياداته أن تتولى المرأة مناصب إدارية يكون لها ولاية على الرجل داخل التنظيم، فجعلت من المرأة قسماً خاصاً ينتخب قياداته، بعيداً عن الهيكل الإدارى للتنظيم، تمهيداً لاختيار امرأة لتحتل مقعداً داخل مكتب الإرشاد.
وكشفت مصادر داخل تنظيم الإخوان عن جدل كبير، منع الجماعة عن الإعلان عن تعديلات لائحة المرأة وإجرائها انتخابات بسبب ما أرجعته المصادر إلى الضغوط التى تمارسها القيادات النسائية فى تعديلات جوهرية تسمح بتوليها مناصب إدارية داخل التنظيم ذاته بمقتضاها يكون لها ولاية على الرجل.
وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمى للإخوان لـ«الوطن»: «أجريت تعديلات على لائحة المرأة داخل الإخوان»، مرجعاً ذلك إلى ما سماه: «خطة كبيرة لتطوير الجماعة القائمة على فكرة الربانية وهذا التحول هو أحد أركانه وأنهم سيعلنون عن ذلك قريباً»، وأضاف لـ«الوطن»: «التطور لا بد أن يوفر التغذية التربوية التى تتناسب مع العلوم الشرعية وأصول الدعوة، وبعد زوال القبضة الأمنية أصبحت حركة الأخوات غير مقيدة إلا بالقيود الشرعية، التى تتناسب مع وضعية المرأة»، لافتاً إلى أن التنظيم ليس لديه اختبارات فقهية معينة ما لم تكن مخالفة للإجماع، «كما أننا لا نأخذ بالآراء الشاذة والغريبة».
ولفت إلى أن فكرة انتخاب المرأة لمن يشرف على أعمالهن كانت نظرة فى غاية الأهمية، وهناك تفاصيل فى اللائحة لكى يكون لها انفتاح أكبر على الشارع، وعن انتخابات المرأة كعضو فى مكتب الإرشاد، كشف عارف عن مشاورات بشأن ذلك، ونتيجتها ستعلن قريباً بعد اتخاذ قرار نهائى.
وقال علاء النادى، الخبير فى شئون الإخوان، إن القطاع الكبير فى التنظيم ما زال يرفض تولى المرأة مناصب قيادية، تجعل من تحتها رجالاً، وأن تكون فى الهيكل التنظيمى وفى مواقع إدارية يعمل تحت إدارتها رجال، لكن عقلية القيادات ما زال لديها أزمة فى أن تستوعب هذا الأمر، وتعطى مؤشراً أنه ما زال هناك قدر من الحساسية، وحتى ولو كانت عضواً فى مكتب الإرشاد، فإنها ستكون مجرد رقم».