ذاكرة «السيرة الهلالية» فى «العناية»
الضوى
ذاكرة «السيرة الهلالية» فى «العناية المركزة»، ليس هذا من قبيل المبالغة، لكنها حقيقة يشهدها مستشفى قنا العام، منذ 4 أيام، إثر نقل الفنان سيد الضوى إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية، مرتبطة بأمراض الشيخوخة، و«الضوى» كما هو معروف، صاحب الربابة الساحرة، أحد كبار رواة السيرة الهلالية فى السنوات الأخيرة، وأهم حلقة من حلقات السيرة بعد جامعها الراحل الشاعر عبدالرحمن الأبنودى.
وعقب التأكد من أنباء مرضه، انشغل أهالى قنا والمهتمون بالتراث فى جنوب مصر، بأخباره، ودارت الأحاديث حول كفاحه مع الخال عبدالرحمن الأبنودى ورحلاته للقرى، بصحبة الراوى الكبير جابر أبوحسين، لإنشاد السيرة فى الموالد ودواوين العائلات والمناسبات المختلفة، ووثق «الضوى» مع «الأبنودى» نحو 135 حلقة للسيرة الهلالية فى التليفزيون المصرى. وفى أحد لقاءاته التليفزيونية الأخيرة، قال «الضوى» إنه «كان يتجول مع أبيه الذى يعتبره أحد أهم من علمه توثيق وحكى السيرة الهلالية، إلى جانب العم جابر أبوحسين، وعبدالرحمن الأبنودى، وحفظت آلاف الأبيات، وقلتها كلها عن ظهر قلب أمام الجمهور فى مصر وخارجها»، وفى معظم لقاءاته التليفزيونية أكد أن الآلات الموسيقية الحديثة لا تصلح مع السيرة الهلالية، فالربابة جزء من السيرة والتوثيق، فضلاً عن ارتباط السيرة بتلك الآلة العريقة التى سهلت على كثير من الناس حفظها. «الضوى»، مولود فى مدينة قوص، عام 1934، وعرف بأنه صاحب رسالة تجاه فنه، وله تلاميذ فى الصعيد والقاهرة، رغم أنه لم يتعلم القراءة والكتابة، لكنه يمتلك ذاكرة فولاذية ويضيف للشعر، وقصص السيرة، عن طريق نبرة صوته وحركات يديه، وهذا جعله يدخل ضمن عمالقة رواة السيرة الهلالية.