فضفضة سياسية فى «حمام عوكل»: «يقطع الثورة على الأسعار»
بعد أن كان مقصداً للنساء المرفهات، وهدفاً رئيسياً لكل عروس اقترب موعد زفافها، أصبح ساحة للمناقشات السياسية بين سيدات يبحثن عن الجمال، وينشغلن فى نفس الوقت بحال البلد.
«أم عزة» صاحبة «حمام الأربعاء»، الشهير بـ«حمام عوكل»، فى منطقة السبتية، اشتكت من تغير شكل جلسات النساء فى الحمام، وبدلاً من الحديث عن صيحات الموضة، والفضفضة النسائية، تصدرت أخبار الأسعار المشتعلة، والدعاء على الثورة، حوارات الحمام «البلدى»، الذى يحمل طابعاً فرعونياً فى تصميماته، وتُشبه أعمدته المطلية بماء الذهب تلك الموجودة فى معبد«أبو سمبل»، بالرغم من وجوده فى منطقة شعبية. «مش معايا.. إنتى مش شايفة ظروف البلد؟»، جملتان دفعتا المترددات على الحمام لمتابعة الأحداث السياسية، وفقاً لرأى «أم سيد»، المتخصصة فى عمل جلسات «المساج» و«التكييس» فى الحمام: «كلهم بيسألوا إمتى الحال هيتصلح وترجع العجلة تدور؟». وتذكرت «أم سيد» حديث سيدة تُدعى «فتحية» ظلت تدعى على الثورة وتندد بأحوال البلد، وتشكو حال أولادها بعد أن أصبحت غير قادرة على الإنفاق عليهم، وغضبها من قرار وزير التموين بتحديد ثلاثة أرغفة لكل مواطن، بالرغم من حرارة المياه والهواء فى «حمام البخار».
لا تنفى «أم سيد» أن هذا التغير واكبه تغير من نوع آخر استفاد منه الحمام الشعبى، فمتابعة النساء للفضائيات أدى إلى إقبالهن على الاستفادة من الشئون التجميلية فى الحمام: «الفضائيات فتحت عيون الرجال على الستات الحلوة، وعينهم بقت زايغة أكتر من الأول، عشان كده الزوجات بقوا بييجوا الحمام خوفاً على أزواجهم».