أسرة قتيل البساتين: أمين الشرطة قتل «جمال» عمداً
جمال نادي
استمعت نيابة حوادث جنوب القاهرة، بإشراف المستشار أحمد الأبرك، القائم بأعمال المحامى العام الأول، طوال 5 ساعات متواصلة، إلى أقوال أمين الشرطة المتهم بقتل سائق ميكروباص بالبساتين، حيث أقر المتهم بأنه فوجئ باستغاثة عدد من المارة بالقرب من موقف سيارات صقر قريش، فتوجّه إلى المكان بصحبة عدد منهم، وتبيّن له حدوث مشاجرة بين سائقين، أحدهما سائق ميكروباص والآخر نقل، وأن الخلاف بينهما بدأ بسبب أولوية المرور، وعندما فشل فى السيطرة على الموقف بسبب دخول أكثر من طرف فى المشاجرة أخرج سلاحه الميرى وأطلق منه رصاصتين فى الهواء، لتفريق المتجمعين وفض المشاجرة، لكنه فوجئ بعدها بسقوط أحد المتشاجرين على الأرض وعرف بعدها أنه فارق الحياة.
مدير الأمن يوقف المتهم عن العمل.. والنيابة تحبسه.. وشاهد: صوّب سلاحه تجاه رأس السائق
وأضاف أمين الشرطة المتهم أنه لم يعرف الضحية قبل الجريمة، ولم يكن بينهما أى خلاف سابق يجعله يفكر فى الانتقام منه بأى طريقة، وأن الجريمة حدثت بالمصادفة عندما توجه لمباشرة مهام عمله وفض المشاجرة التى جمعت قرابة 10 أفراد من الجانبين.
وعقب انتهاء التحقيقات قرّرت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث واستعجلت تقرير الطب الشرعى لبيان أسباب الوفاة. وأصدر اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، قراراً بوقف أمين الشرطة المتهم بقتل سائق البساتين عن العمل، لحين انتهاء تحقيقات النيابة. وكلف مدير الأمن إدارة التفتيش والرقابة بالمديرية، بإجراء تحقيق داخلى لسماع أقوال أمين الشرطة المتهم وآخرين من رجال الشرطة للوقوف على حقيقة الواقعة. وقال إبراهيم طه أحمد، 54 سنة، عم المجنى عليه، إنه يعمل سائقاً مثل ابن شقيقه القتيل «جمال»، ويوم الواقعة كان بعيداً عن الموقف، حيث انتهت فترة عمله، وتلقى اتصالاً من تليفون «جمال»، عندما ردّ عليه فوجئ بشخص يبلغه بأن صاحب هذا التليفون قتله أمين شرطة بالرصاص أسفل الدائرى بصقر قريش بجوار موقف السيارات الذى يعمل فيه. وأضاف «إبراهيم» أنه اصطحب شقيق «جمال» الذى كان موجوداً معه واستقلا سيارة واتجها إلى الموقف، ليجد «جمال» أسفل سيارته جثة هامدة وسط بركة من الدماء ويقف بجواره أمين شرطة، وعندما سأله عما حدث، أخبره بأن اثنين من السائقين تشاجرا معه وضرباه بالنار وفرا هاربين.
وتابع عم القتيل: «جلست بجوار الجثة أنا وشقيقه فى حالة ذهول، بينما كان أمين الشرطة يجرى اتصالاً بالإسعاف مرة وبالمباحث مرة أخرى حتى وصل رئيس مباحث قسم شرطة البساتين والقوة المرافقة له وسألوه (هو ده؟) فأجاب أمين الشرطة (أيوة هو يا باشا)، وأخذ منه الضابط سلاحه وتم اصطحابه داخل السيارة وترحيله إلى قسم شرطة البساتين وظلت القوة الأمنية بجوار الجثة، حتى حضرت سيارة الإسعاف وأخذتها إلى مشرحة زينهم، وبعدها دفنوه فى مقابر الأسرة ببنى سويف.
وأكد عم القتيل أن أمين الشرطة لم يقتل «جمال» أثناء فض مشاجرة، بل قتله عمداً، مبرراً ما ذهب إليه بأن الواقعة حدثت بجوار سيدة تتظاهر ببيع الخبز فى الموقف، لكنها تتاجر فى الأقراص المخدّرة والدعارة تحت حماية أمناء الشرطة الذين تدفع لهم مبالغ مالية فى مقابل حمايتها، ونظراً لتشاجرهما أمام فرش تلك السيدة، قتله أمين الشرطة.
وقال ناجى طه أحمد، والد المجنى عليه «جمال»، إن نجله شاب طيب ويعرف ربنا جيداً وكان دائم الصلاة والصوم، وتحمّل المسئولية منذ صغره بسبب كثرة إخوته البالغ عددهم 7، وفى الوقت نفسه بسبب مرضه، حيث يعانى من أمراض القلب والضغط والسكر والكلى. وأضاف أنه يريد القصاص العاجل من قاتل نجله الذى حرمه من ابنه وعائلته.
وقال محمد أحمد، 19 سنة، شاهد عيان على الواقعة، إنه تابع الواقعة منذ بدايتها، حيث شاهد مشادة بين المجنى عليه وسائق سيارة ميكروباص أخرى على أولوية المرور، وبعد لحظات قليلة شاهد أمين الشرطة الموجود لمباشرة الأحوال الأمنية بالمنطقة المشادة الكلامية، فحضر مسرعاً إليهما لتسيير الطريق، مضيفاً: «بمجرد وصوله أخرج سلاحه الميرى على الفور، ولم يستغرق سوى ثوانٍ معدودة ووجدته يضع السلاح فى رأس المجنى عليه، واعتقدت بأنه على معرفة به ويمازحه، لكن سمعت صوت طلق نارى والمجنى عليه سقط على الأرض، فذهبت إليه مسرعاً ووجدت المجنى عليه غارقاً فى دمائه، ونزلت على الأرض لكى أعرف هل مات ولّا لسه فيه الروح، لكن وجدت رأسه (مدشدشة)، ووضعت يدى فى جيبه وأخرجت هاتفه واتصلت بآخر رقم عليه وأبلغته بمقتل صاحب التليفون».