الحكومة تحل أزمة «نقص اللبن».. بأزمة جديدة فى توزيعه
رمضان محمد
هى حلول من وجهة نظر الحكومة، لكنها تفضى إلى أزمات من وجهة نظر المواطن، فما طرحته الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة من حلول لأزمة الألبان المدعمة للأطفال، تسبب فى ثورة الأهالى ولجوئهم لقطع الطريق أمام الشركة الموزعة، ورغم التصريحات المتتالية من الوزير بصرف اللبن من مراكز الأمومة والطفولة، فإن الحل نفسه لم يلق قبولاً لدى الأهالى ممن اعتبروه مجرد تسكين من وزير لا يشعر بأزماتهم.
أحد العاملين فى الشركة: الوزارة سحبت كل كمية اللبن ووزعتها على المراكز
«إحنا اتخنقنا والله من اللى بيحصل فينا ده، يعنى دول أطفال حتى مش ناس كبيرة تقدر تستنى على الجوع وملهمش أكل غيره، مراتى مريضة وماتقدرش ترضّع ابنى» قالها رمضان محمد الذى توجه وزوجته لشراء لبن لطفلهما الذى لم يتعد شهرين «بقالى فوق الأسبوع مش عارف أصرف عشان الزحام لكن النهارده لقيناهم بيقولوا لنا مفيش لبن خالص، واللى عايز يروح يصرف من وزارة الصحة» تقاطعه زوجته «مراكز الأمومة والطفولة دى أماكن أصلاً مافيهاش خدمات كويسة، هيبقى فيها لبن إزاى، ومطلعين علينا شروط كتير عشان نصرف اللبن». الشكوى لا تنقطع، الكل يحمل غصة فى حلقه من التعنت، يكفى أن اللبن المدعم زاد ثمنه من 18-26 جنيهاً دفعة واحدة، وبحسب أحد الأمهات «شفته بيتباع فى سوبر ماركت قريب من الشركة، يعنى بيتهرب سوق سودة، وأكيد فيه فرق فى السعر» تؤكد «عشان أصرف باخد صورة من شهادة الميلاد والأصل معايا وقسيمة الزواج، لحد ما اكتشفت أن فيه ناس بتشتريه من البقالين»، تشير الأم لطفلتين أن الحلول التى تطرحها الوزارة للقضاء على الأزمة تنتج أزمة أخرى «دول أطفال ومش هنشترى العلب نشربها إحنا ولا هنبيعها» أحد مسئولى المبيعات بشركة مصر لتجارة الأدوية، أكد أن وصول القرار أمس فى وقت البيع هو ما أحدث الأزمة، خاصة مع اعتقاد الأهالى أن الشركة ترفض الصرف لهم وتوجههم إلى مراكز رعاية الطفولة والأمومة، موضحاً أن عربات تابعة لوزارة الصحة نقلت المخزون من الشركة صباح أمس لمراكز الرعاية، وذلك لمواجهة التعنت فى إصدار الكروت المميكنة «فى شروط جديدة تعجيزية زى إن الأم تثبت مرضها وعدم رضاعة ابنها بشكل طبيعى لمدة شهر، وطبعاً الفترة دى هيكون الطفل حصلت له مشاكل بسبب عدم وجود اللبن» ينفى المسئول الذى طلب عدم ذكر اسمه امتناع الشركة عن البيع إلا بقرار «الناس خايفة نكون بنضحك عليها لكن إحنا أصلاً معندناش لبن لأن الوزارة أخدته كله».