غضب بين قيادات «الإنقاذ» بعد مطالبة «البرادعى» بتدخل الجيش.. و«الدستور» يشكك فى ترجمة الحوار
أثارت تصريحات الدكتور محمد البرادعى، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، خلال حواره مع الـ«بى بى سى»، ردود فعل غاضبة داخل الجبهة، بشأن ما تردد عن دعوته للقوات المسلحة للتدخل فى المشهد السياسى إذا تفاقمت الأوضاع، لاحتواء الأزمة والحفاظ على الأمن.
وأكد عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن المؤسسة العسكرية ليست جزءاً من الصراع المشتعل بين القوى السياسية، موضحاً أن الحفاظ على الأمن فى الشارع لا يدخل ضمن مسئوليات القوات المسلحة، مشيراً إلى أن النظام الحالى يتحمل تداعيات الموقف، وأن لجوء البعض للمطالبة بعودة الجيش للشأن السياسى، يأتى نتيجة لفشل الرئيس مرسى فى إيجاد التوافق الوطنى.
وشدد موسى على أن «الإنقاذ» تؤكد على شرعية الرئيس مرسى، مضيفاً: «لا يمكن الاعتماد على شرعية الصندوق وحسب، لأن شرعية النظام تتضمنها أيضاً شرعية الإنجاز»، مشيراً إلى أن الشعارات التى تنادى بإسقاط النظام ليس لها علاقة بجبهة الإنقاذ، إنما هى تعبير عن حالة الإحباط الكبير فى الشارع من الوضع الحالى.
واعتبر موسى أن الحل يكمن فى تدشين حملة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكداً أن انتشار ظاهرة العصيان المدنى تدل على فشل النظام فى احتواء المواطنين، ولفت إلى أن «الإنقاذ» لم تدع المواطنين لتفعيل العصيان المدنى.
من جانبه قال الدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الاستقواء بالجيش على رئيس منتخب يدمر السياسة، ولن يوقف انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكداً أن عودة المؤسسة العسكرية للحياة السياسية ستؤدى لتفاقم الموقف، وتفتح الباب على مصراعيه لزيادة العنف المجتمعى.
وأوضح حمزاوى أن الحل يكمن فى قبول الدعوة التى طرحها الرئيس للحوار بمقر قصر الاتحادية لمخاطبته بمطالب الجبهة، ورؤيتها بشأن المرحلة الحالية، مؤكداً أن مقاطعة الانتخابات هى الخيار الوحيد أمام المعارضة إذا لم تتغير قواعد العملية السياسية، وتتوافر ضمانات نزاهة الانتخابات.
ودعا حمزاوى كافة القوى السياسية لرفض الدعوات التى تطالب بعودة الجيش للحياة السياسية والعمل على بناء توافق مجتمعى ووضع قواعد جديدة للعبة السياسية.
من ناحية أخرى، نشرت الصفحة الرسمية لحزب الدستور، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الفيديو الخاص بحوار «البرادعى» مع هيئة الإذاعة البريطانية، بعد ترجمته باللغة العربية. وجاء فى نص الترجمة التى نشرتها الصفحة على لسان البرادعى: «لا أحد يريد عودة الجيش لإدارة البلاد، لأن الفترة الانتقالية التى أدارها كانت غير سليمة، ولكن إذا زادت الفوضى، وانتشر الغضب، وساءت الأوضاع أكثر، فسيكون على الجيش واجب وطنى للتدخل»، مستدركاً: «هم من قالوا ذلك بأنفسهم».
يأتى ذلك فى الوقت الذى نظم فيه عدد من المنظمات والائتلافات الثورية والشخصيات العامة مؤتمراً صحفياً ظهر أمس لإطلاق الدعوة للاحتشاد الوطنى، الجمعة المقبل، فى ساحة الشهداء بجوار النصب التذكارى للجندى المجهول، بمدينة نصر، تحت شعار «حماية الأمن القومى المصرى فى الداخل والخارج تبدأ بالجيش المصرى».
وحضر المؤتمر عدد من قيادات جبهة الإنقاذ من بينهم عزازى على عزازى القيادى بالتيار الشعبى، ومصطفى الجندى مسئول العمل الميدانى بجبهة الإنقاذ الوطنى، والناشطة العمالية شاهندة مقلد.