«قدِّم بلاغ».. ظاهرة ابتكرها محامو «الشهرة والفضائح»
مرتضى - سمير - الوحش
طفت على السطح فى السنوات الأخيرة التى أعقبت ثورتَى «يناير ويونيو» ظاهرة تقديم البلاغات وتوجيه الاتهامات إلى الخصوم دون الاستناد لأى أدلة حتى أصبح دراستها وفحصها عبئاً على مكتب النائب العام فى مكان تقديمها، لذلك تتبعها قرارات بإحالتها إلى النيابات المختصة، وغالباً ما ينتهى أغلبها بالحفظ.
وفى هذا المضمار، برزت أسماء مجموعة من المحامين، غالباً يستغلون تلك البلاغات لتحقيق أغراض شخصية بتوجيه السهام المسمومة إلى خصومهم والتشهير بهم أمام الرأى العام، خاصة إذا ما كان الضحايا شخصيات عامة، وغالباً ما يلجأ بعض المحامين إلى استغلال تلك البلاغات فى تحقيق شهرة من ورائها.
978 بلاغاً فى «حصّالة سمير صبرى» فى عام واحد.. و460 قضية يعتبرها «ليست من قضايا الحسبة».. و«فرحات» قدم بلاغاً ضد وزير التربية والتعليم يتهمه بتسريب الامتحانات
ومن أبطال ظاهرة تقديم البلاغات بين المحامين، سمير صبرى ونبيه الوحش وأشرف فرحات، ويقف مرتضى منصور فى قائمة وحده، فهو لا يقلب فى الصحف بحثاً عن موضوعات وأشخاص يقدم ضدهم بلاغات، لكنه يتفوق فيقدم بلاغات ضد الصحف نفسها، ويسارع فى تقديم البلاغات ضد كل من ينتقده ولو بكلمة واحدة، معتقداً أن تلك الحيلة ستكون بمثابة إرهاب لهم، وهذا ما حدث ضد جريدة «الوطن» التى نشرت أخباراً وتقارير صحفية تتهم مرتضى منصور، وكان نصيبها من بلاغاته 60 بلاغاً اتهمت الجريدة بالتشهير به وسبّه وقذفه، فيما لم يقدم «مرتضى» أى أدلة لجهات التحقيق غير كلام مرسل وقصاصات الجرائد والسيديهات التى اشتهر بها أيضاً.
مرتضى منصور لا يبحث عن الصحف ليقدم بلاغات لكنه يقدم ضد الصحف نفسها
قدم «مرتضى» بلاغات ضد خصومه، كما حدث مع النائب علاء عبدالمنعم، الذى دخل معه فى خلاف بسبب الحكم النهائى الصادر من محكمة النقض بأحقية الدكتور عمرو الشبكى بمقعد دائرة الدقى والعجوزة بدلاً من نجل مرتضى منصور، ووسط تبادل المشادات الكلامية بين مرتضى وعبدالمنعم، صرخ «مرتضى» بقوله: «أنا مقدم ضده 60 بلاغ للنائب العام يا علاء»، فرد عليه الأخير: «كانوا سبعين وكانوا 46 وأنا أتحداك لو فيه قضية واحدة، كلامك ده يثير الرثاء»، الأمر الذى أثار استياء النائب مرتضى منصور، ومنذ صدور حكم محكمة النقض لصالح «الشوبكى»، لا يمر يوم إلا ويفتعل «مرتضى» المشادات والخلافات مع زملائه الذين يحاولون التحدث عن الواقعة المحالة إلى اللجنة التشريعية فى البرلمان، ويستغل ظاهرة الصوت العالى فى جميع معاركه. تاريخ «مرتضى» من المعارك وتهديد خصومه ممتد وطويل، فقبل أيام قلائل من انتهاء مسابقة الدورى العام الذى خسرها فريق نادى الزمالك، شن «مرتضى» هجوماً ضد الحكام فاتهمهم بتلقى «رشاوى» من النادى الأهلى من أجل منحه لقب الدورى، الأمر الذى أحدث حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين الحكام الذين قرروا الامتناع عن التحكيم فى المباريات التى يكون فيها نادى الزمالك طرفاً، وتقدموا أيضاً ببلاغ إلى النائب العام حمل رقم 9155 عرائض النائب العام، ضد «مرتضى»، كما تقدم وجيه أحمد، رئيس لجنة الحكام السابق باتحاد الكرة، ببلاغ آخر رقم 9168 ضد رئيس الزمالك.
توزيع الاتهامات والبلاغات من «مرتضى» طال الكثيرين، منهم أحمد حسام ميدو، المدير الفنى الأسبق لنادى الزمالك، والإعلامى عمرو أديب، اللذين تحدثا عن مخالفات «مرتضى»، فنالا حظهما من البلاغات، ورد «ميدو» ببلاغ ضد «مرتضى» فى 29 فبراير، اتهمه بالطعن فى شرفه وهدده. كما خاض «مرتضى» معركة كبيرة مع أحمد شوبير استمرت عدة أشهر، وباشرت النيابة تحقيقاتها آنذاك فى تبادل الاتهامات بين الطرفين.
سمير صبرى سحب البساط من الجميع بمعدل بلاغات تاريخى لن يصل إليه أحد
أما المحامى سمير صبرى، فهو صاحب الحظ الأوفر ونصيب الأسد فى تقديم البلاغات، مستنداً إلى قصاصات الجرائد لتوزيع اتهاماته ضد خصومه، كما أن هذه الطريقة كانت سبباً فى شهرة الرجل، فلا يكاد يمر يوم حتى يتقدم الرجل أو أحد مساعديه ببلاغات إلى مكتب النائب العام، ويستند الرجل إلى معلومات من على شبكة الإنترنت وجميع الجرائد التى يرصد من خلالها المخالفات التى تُنشر على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية.
بلاغات «صبرى» طالت عدداً كبيراً من الشخصيات العامة والفنانين، ومنهم محمد سعد وهيفاء وهبى والناشط السياسى ممدوح حمزة وغيرهم من المشاهير، حتى بلغت حصيلة الرجل من البلاغات خلال عام 2015 وحده 978 بلاغاً و460 قضية عبارة عن دعاوى مباشرة بحسب أقواله، كما دافع سمير صبرى عن بلاغاته، نافياً أن تكون تلك البلاغات من قضايا وبلاغات الحسبة، وأن البلاغات التى يقدمها للدفاع عن حقوق الوطن والمجتمع كله، لأنه يتحرك بوازع من ضمير وحرصاً على مصلحة الوطن والمجتمع للتصدى للفساد والمخالفات التى يرتكبها المسئولون أو الشخصيات العامة، لأنه ليس هناك أحد فوق القانون، حسب قوله.
«الوحش» كان الأشهر ببلاغات ضد الفنانين والراقصات فى آخر 20 عاماً
واشتهر المحامى نبيه الوحش بسبب كثرة البلاغات التى تقدم بها ضد الفنانين، ومنهم المخرجة إيناس الدغيدى، متهماً إياها بالتحريض على الفسق، عبر الأفلام التى تقدمها وتصريحاتها الخاصة، التى اعتبرها شذوذاً عن مبادئ المجتمع، كما اتهمها أيضاً بأنها من أدوات اللوبى الصهيونى الذى يمول بطريقة غير مباشرة، على حد وصفه.
وطالت بلاغات «الوحش» الممثلة اللبنانية رغد سلامة، لخداعها الرأى العام بسبب كونها ذكراً، وطالب بطردها من البلاد واتهمها بالتزوير، موضحاً أن دخول الفنانة اللبنانية على أنها أنثى، وهى فى حقيقة الأمر ذكر يُدعى سمير نمر سلامة، يمثل خطراً على الأمن القومى، وخاض «الوحش» معارك كبيرة مع الفنانة إلهام شاهين عندما تقدم ببلاغ ضدها هو و عبدالله بدر.
أما المحامى أشرف فرحات، فهو أحد المحامين الذين تقدموا بعشرات البلاغات ضد كبار المسئولين والشخصيات العامة، وكان آخر تلك البلاغات بلاغه ضد وزير التربية والتعليم، الدكتور الهلالى الشربينى، يتهمه فيه بالمسئولية عن تسريب امتحانات الثانوية العامة، وحمل البلاغ رقم 8891 لسنة 2016 عرائض النائب العام.