احتجاز 10 مصريين جدد فى ليبيا.. والأهالى يناشدون «السيسى» التدخل
محسن أيمن - علاء أحمد - محمود عشرى - أيمن عشرى
«دول غلابة رايحين ياكلوا عيش»، بهذه الكلمات ناشد أهالى قرية «تندا»، التابعة لمركز ملوى، بجنوب محافظة المنيا، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمسئولين فى وزارة الخارجية، سرعة التدخل لتحديد مصير 10 من أبناء القرية، تم احتجازهم فى ليبيا أوائل شهر أغسطس الماضى، بينما كانوا فى طريق عودتهم إلى مصر، دون معرفة أسباب وملابسات توقيفهم حتى الآن.
«ناجح»: الجيش الليبى احتجزهم أثناء عودتهم بحجة عدم حمل بعضهم جوازات سفر.. و«الشهاوى» لـ«المصريين»: تجنبوا العودة برياً
وقال «ناجح على عبدالرحمن»، حاصل على ليسانس حقوق، وابن عم 3 من المحتجزين، هم «علاء أحمد على عبدالرحمن»، و«أيمن عشرى على عبدالرحمن»، و«محمد عشرى على عبدالرحمن»، إن حالة من الحزن تسود القرية، فور علم الأهالى بنبأ احتجاز العمال على يد الجيش الليبى، بحجة عدم حملهم جوازات السفر، ما دفعهم إلى إرسال عدة فاكسات إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية، يطالبونهم بإعادة أبنائهم المحتجزين فى الأراضى الليبية «دون مبرر».
وأضاف: «علمنا باحتجازهم فى يوم 10 أغسطس الماضى، حيث تلقينا مكالمة هاتفية من أحد أقاربنا يعمل فى ليبيا، وأكد لنا خلال الاتصال، أنه تم توقيف 10 من أبناء القرية، أثناء عبور بوابة رقم 12 بمدينة مصراتة، فى طريق عودتهم إلى مصر، ثم مسقط رأسهم بقرية تندا، وتم إيداعهم بأحد السجون بمدينة طرابلس»، موضحاً أن «سبب احتجازهم عدم حملهم بطاقات شخصية أو جوازات سفر».
وقال «عنتر أمين عبدالعزيز أحمد»، محامٍ وشقيق المحتجز «محسن»، وكان يعمل حداداً فى مدينة «الزاوية» بليبيا، إن شقيقه تم احتجازه أثناء عودته من مدينة مصراتة، مقبلاً إلى القاهرة، ويرافقه 9 آخرون من شباب القرية، وأضاف أنه علم من بعض أقاربه فى ليبيا أن «عناصر من حرس الجيش الليبى استوقفت مجموعة العمال المصريين، على بوابة مدينة مصراتة، للاطلاع على جوازات سفرهم، وعندما وجدوا أن البعض لا يحمل جواز سفر، قاموا بتمزيق جوازات الباقين، وتم اصطحابهم إلى أحد السجون بمدينة طرابلس»، وتابع بقوله: «قام شقيقى بالاتصال بى من داخل مكان الاحتجاز فى طرابلس، عن طريق هاتف محمول خاص بأحد المجندين الليبيين، وقال لى جملة واحدة: أنا كويس، اطمن عليا وطمن الجميع، وإن شاء الله أنا راجع بس شكلى مطول شوية، ثم أغلق الهاتف على الفور»، ولفت إلى أن تاريخ المكالمة كان يوم 31 أغسطس الماضى، أى قبل 3 أيام، وتابع: «لدينا ثقة كبيرة فى الرئيس السيسى بأنه سيتدخل لإعادة أبنائنا». وأضاف «عنتر» أن من بين المحتجزين مع شقيقه شاب يُدعى «علاء أحمد على»، متزوج ولديه طفلان، «رودينا» و«أحمد»، اعتاد السفر إلى ليبيا منذ 5 سنوات، حيث يعمل «نجار مسلح»، وآخر يُدعى «أيمن عشرى على عبدالرحمن»، 21 سنة، متزوج ولديه طفل «على»، 8 أشهر، وتوجه إلى ليبيا منذ عام، بحثاً عن عمل، ولم يشاهد طفله حتى الآن، وثالث يُدعى «محمد عشرى على عبدالرحمن»، 18 سنة، نجار مسلح. وما زال هناك 7 عمال مصريين من أبناء قرية «السوبى»، التابعة لمركز سمالوط، بمحافظة المنيا أيضاً، محتجزون فى ليبيا منذ أوائل شهر مايو الماضى، ولم يتم الإفراج عنهم رغم حصول أهاليهم على وعود متكررة من المسئولين بوزارة الخارجية بإعادتهم، بعدما أكدوا أنهم محتجزون لأسباب تتعلق بالتأكد من هوياتهم.
وقال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، إن المصريين الموجودين فى الأراضى الليبية يفضل أن يتجنبوا طريق العودة البرية لأرض الوطن، لافتاً إلى وجود تحديات وتهديدات تواجه الموجودين فى مناطق التوتر، مع وجود نحو 1700 جماعة إرهابية بالأراضى الليبية، التى تسعى لابتزاز العاملين العائدين من الخارج، وطلب فدية نظير الإفراج عنهم، وأخذ أموالهم، ومتعلقاتهم. وأضاف «الشهاوى»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن المصرى الراغب فى العودة للأراضى المصرية عليه الرجوع عن طريق البحر أو الجو بدلاً من الطريق البرى لتلافى أى فرص ممكنة لاختطافهم.
وشدد مستشار «القادة والأركان» على ضرورة ابتعاد المصريين عن الهجرة غير الشرعية للخارج أو السفر لمناطق التوترات، حتى ولو كان الدافع هو البحث عن «لقمة العيش»، حيث إن فرص العمل متوفرة بالمشروعات القومية الموجودة بمصر، وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تشرف على العديد من المشروعات التنموية العملاقة، وتعمل معها قرابة 2000 شركة وطنية، تحتاج أيادى عاملة لبناء وتنمية الوطن بكل تأكيد.