«عمال المترو».. مكاتب «مكدسة» وتخصصات فنية «معدومة»
تطوير أجهزة التشغيل أصبح ضرورة
يشكو رئيس الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق من الخسائر الشهرية الكبيرة بسبب العجز بين الواردات والمصروفات التى تلتزم الشركة بالوفاء بها فى بداية كل شهر، ومن بينها دفع رواتب الموظفين الذين يزيد عددهم على 7 آلاف موظف بجميع الإدارات، وهى التشغيل والصيانة والتحكم والإشارات وهندسة السكة والصيانة المدنية، لكن مثل بقية الهيئات الحكومية تعانى شركة المترو التابعة لوزارة النقل من وجود عمالة زائدة بالوظائف الإدارية وعجز بالوظائف الفنية. ويتقاضى العاملون فى المترو أكثر من 35 مليون جنيه شهرياً، ومتوسط رواتب الموظفين 5 آلاف جنيه، ويعتبر سائقو المترو من أكبر الموظفين دخلاً حيث يبلغ متوسط راتبهم الشهرى 10 آلاف جنيه لأنه يتم حسابه بسعر ربع جنيه على كل كيلو بالإضافة إلى الحوافز التى تبلغ نسبتها 150% بجانب مرتبه الأساسى.
عددهم أكثر من 7 آلاف موظف يتقاضون 35 مليون جنيه شهرياً.. والتسوية تسببت فى تكدس كبير بالوظائف الإدارية
يقول أحد العاملين بإدارة الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، فضل عدم ذكر اسمه: «من أبرز القرارات الخاطئة التى تم اتخاذها فى السنوات الأخيرة بالشركة السماح لحملة الدبلومات الفنية والحاصلين على المؤهلات العليا من التعليم المفتوح أثناء خدمتهم بالتسوية والنقل من التخصصات الفنية إلى الوظائف الإدارية، وهو ما تسبب فى إهدار خبرات فنية كبيرة وتكدسهم بالأعمال الإدارية دون عمل يذكر، حتى أصبحت الوظائف الإدارية بها تكدس والوظائف الفنية بها عجز كبير خاصة فى أقسام الصيانة المدنية والتشغيل».
وأوضح أن بعض الموظفين القدامى يقاومون فكرة التطوير للحفاظ على أماكنهم لأنهم يعتقدون أن تطوير الأجهزة سوف يؤثر على وظائفهم بالشركة ويخشون العمل تحت رئاسة مهندسين صغار السن، وهو أمر طبيعى لأن هؤلاء المهندسين سوف يحصلون على دورات تدريبية فى كيفية تشغيل الأنظمة الحديثة وبالتالى سيكون لديهم خبرة فى تشغيل النظام عكس الموظفين القدامى الذين تم تعيينهم فى منتصف الثمانينات، ولا يجيدون إلا استخدام النظام القديم لأنه سهل بالنسبة لهم، ويؤدى عدم تأهيل أفراد الشركات المتعاقدة مع المترو إلى حدوث مشكلات كبيرة حيث قامت إحدى الفتيات بتقديم شكوى ضد فرد أمن تحرش بها واكتفت إدارة الشركة بنقله من الخط الأول إلى الخط الثانى قبل أن تتم إقالته، ومثل هذه الشكاوى يحدث باستمرار.
ويؤكد محمود الجمل، 40 سنة، من حى المطرية، موظف بإحدى شركات القطاع العام، يرتاد الخط الأول للمترو يومياً، أن مترو الأنفاق مشروع حيوى، وليس مجرد مؤسسة خدمية حكومية عادية.