«محطات المترو».. ماكينات «معطلة» وحمامات «غير آدمية»
بوابات محطات الخط الأول تبحث عن التطوير
«ماكينات تذاكر معطلة وغير صالحة للاستخدام، وحمامات غير آدمية بتسعيرة إجبارية للمواطنين، بائعون متجولون يسيطرون على مداخل ومخارج محطات مترو الأنفاق ويحولون مداخل المحطات إلى سوق شديد الازدحام دون أى تحرك من أفراد أمن المحطات تجاههم، كلاب ضالة تنام وتعيش داخل محطة المترو تُرهب المواطنين فى ظل وجود أفراد الأمن، غياب صافرات الإنذار أثناء دخول قطار المترو إلى أرصفة المحطات فى معظم المحطات وبالتحديد الخط الأول، عاملون بالمترو يمزقون التذاكر بدلاً من مرورها بماكينة التذاكر فى العديد من المحطات».. هذا هو المشهد الذى تظهر عليه محطات مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى.
«المعصرة» الأسوأ أمنياً.. والباعة الجائلون يحتلون مداخل «غمرة».. ومراحيض «ناصر» بـ50 قرشاً
محطة «المعصرة» التى توجد بالخط الأول لمترو الأنفاق «محطة سطحية» تُعتبر هى المحطة الأسوأ فى كل شىء، على الرغم من احتوائها على بوابات إلكترونية وأجهزة كشف المعادن بالحقائب إلا أنها ما زالت الأسوأ أمنياً حيث تحتوى على مدخلين أحدهما يتم التشديد فيه على المرور بالتذكرة ومن خلال البوابات والأجهزة والآخر مفتوح على مصراعيه للجميع دون أى تشديد من جانب أفراد الأمن بتوجيه المواطنين، فالمواطنون يعبرون إلى رصيف المحطة دون شراء تذكرة أو المرور من خلال البوابات والأجهزة، وهذا إلى جانب أنها تحتوى على العديد من ماكينات التذاكر غير الصالحة للاستخدام وانتهى عمرها الافتراضى وأصبح المرور من خلال بوابة حديدية بسبب عدم توافر ماكينات تذاكر تعمل.
كلاب ضالة تعيش داخل محطة المعصرة بالخط الأول تتجول داخل أروقة المحطة دون اعتراض من أى أفراد الأمن أو المشرفين على المحطة، يسيرون حولهم وكأنه شىء معتاد عليه يومياً، بعض الكلاب الضالة تتجول بين المواطنين على رصيف المترو مما يسبب الهلع والخوف لدى الكبار والصغار، ويصيح أحد الشباب بصوت تملأه السخرية عند رؤيته لأحد الكلاب: «هى ناقصة كلاب ضالة كمان فى المترو مش كفاية القرف اللى إحنا فيه ده؟»، والبعض الآخر من الكلاب ينام داخل المحطة إلى جانب ماكينات التذاكر المعطوبة وأمام أفراد الأمن دون أن يمسه أحد أو حتى يطرده إلى خارج أروقة المحطة.
وبالنظر إلى حالة حمامات المترو والتى من المفترض أن تكون مفتوحة ومتاحة لجميع المواطنين بجميع محطات مترو الأنفاق بالخطوط الثلاثة والتى يتحجج معظم العمال وأفراد الأمن بالمحطات بأنها «مغلقة للصيانة» ويتركونها لأنفسهم فقط وهذا ما حدث فى محطة «العتبة» حيث إن العامل هناك قال «الحمامات مقفولة لسه الصيانة مخلصتش»، أما عن الحمام الموجود بمحطة «جمال عبدالناصر» الذى تم وضع تسعيرة له بـ50 قرشاً وذلك عن طريق وضع لافتة بيضاء على مدخل الحمام من الخارج تتضمن دخول الحمام للعاملين داخل المترو دون دفع التسعيرة، ولكن على المواطنين دفع 50 قرشاً رسوم دخول الحمام، وتجلس تحت اللافتة سيدة ترتدى جلباباً أسود تجلس على الكرسى وتمسك فى يديها «كيس بلاستيك» تحصل فيه الأموال من كل المواطنين الخارجين من الحمام، وعندما تدخل الحمام تجده فى حالة سيئة حيث لا يوجد بداخله متنفس للهواء أو تجديد الهواء وتملأه الروائح الكريهة، وعلى اليسار يوجد حوضان أحدهما به صنبور يسرب المياه بشكل دائم يحتاج للصيانة وفوقهما توجد مرآتان تكاد ترى وجهك بهما، وعلى اليمين يوجد ثلاثة حمّامات بلدى حالتها ليست أفضل من سابقيها، وعند سؤال أحد العاملين داخل المترو عن حالة الحمامات قال: «يا بيه هى دى حمامات المترو وطول عمرها كده، انت أول مرة تدخل حمامات المترو ولا إيه؟!».
أما عن الباعة الجائلين الذين يتخذون مداخل محطات مترو الأنفاق لهم سوقاً لعرض منتجاتهم المختلفة، والذين يسببون زحاماً وتكدساً كبيراً على مداخل ومخارج المحطات ويرفعون أصواتهم ويصيحون لعرض منتجاتهم وبيعها بكل ارتياحية دون اعتراض أو احتكاك من قبل أفراد أمن المحطة، وتوجد تلك الأسواق بالعديد من المحطات مثل محطة «العتبة» -المحطة التبادلية مع الخطين الثانى والثالث- ومحطة «سعد زغلول» بالخط الأول، وكمثال على تلك الأزمة محطة «غمرة» التى تقع بالخط الأول لمترو الأنفاق، واتخذ البائعون الممرات الواقعة بين كوبرى غمرة ومحطة المترو سوقاً لبيع ألعاب الأطفال والشرابات وكروت الشحن والبالونات ونظارات الشمس والطُّرح، وكل ذلك يسبب تكدساً شديداً بين المواطنين فى الممرين (الدخول والخروج).