بالفيديو| أوائل قسم جيولوجيا "حلوان" يطالبون بالتعيين.. والإدارة: لسنا بحاجة لمعيدين
أوائل مع إيقاف التنفيذ، هكذا هو حال أوائل قسم جيولوجيا جامعة حلوان، دفعة 2011-2012، فرغم حصولهم على تقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، إلا إنهم استبعدوا من قائمة التعيين في العام الجديد، رغم تعيين من هم أقل منهم تقديرًا، ولكن بأقسام أخرى بالكلية؛ واستنكر أهالي الأوائل هذا الأمر، متخذين "الاعتصام" وسيلة، للحصول على حقوق أبنائهم، حيث أعلن الطلاب لجؤهم للقضاء للمطالبة بحقهم في التعيين.
أحمد سعد زكي، 21 عاما، الأول على شعبة الجيوفيزياء بقسم الجيولوجيا كلية العلوم جامعة حلوان درس 5 سنوات متواصلة بالكلية سعيا وراء أعلى التقديرات، وللتعيين معيدا بالكلية، واستطاع الحصول على المركز الرابع على الكلية، إلا أن أحلامه لم تكن كما رسمها، حين فوجئ بعدم إدراج اسمه هو وبقية أوائل القسم بكشف المعيدين لعام 2012.
وتحدث "سعد" عن مشكلته من بدايتها، ليوضح أنه بعد تخرجهم مباشرة، تم انتدابهم في القسم للتوجيه في الدروس العملية والمراقبة أثناء الامتحانات نظير أجر، إلا أنهم لم يحصلوا على شيء، وفوجئوا أن اسمائهم غير واردة بالأسماء التي تمت الموافقة على تعيينها من قبل رئيس الجامعة وعميد الكلية؛ مما جعلهم يبحثون وراء الأمر؛ لمعرفه سبب استثنائهم من التعيين وتعيين من هم أقل منهم تقديرًا.
ويكمل أحمد سعد، أن والدته لم تتحمل أن يستبعد ابنها من التعيين بعد مذاكرة وإرهاق استمر منذ يومه الأول بالكلية، حيث توجهت إلى مبنى إدارة الجامعة، واعتصمت أمامه لحين أن يعين ابنها، ليحاول المسئولين الواحد تلو الآخر أقناعها بالعدول عن موقفها والذهاب لبيتها؛ إلا أنها أبت ذلك.
استمر اعتصامها حتى وصل رئيس أمن الجامعة، بعد أن بلغه خبر عن اعتصام أمام مبنى رئاسة الجامعة، والذي أبلغ بدوره رئيس قسم شرطة حلوان بحدوث اقتحام على مكتب رئيس الجامعة، وحين وصل مأمور القسم فوجئ بوالدة سعد جالسه أمام مبني رئاسة الجامعة لا تملك أي اسلحة تقتحم بها المبنى.
سردت والدة سعد حكاية نجلها لمأمور القسم في مكان الاعتصام، والذي تعاطف معها وطلب منها تقديم محضر يثبت حالتها بالقسم، وبالفعل قدمت محضر 1924 لسنة 2013 ضد رئيس جامعة حلوان وعميد الكلية لرفضهم تعيين سعد معيدا بالكلية.
ويوضح سعد أنهم حين طالبوا رئيس الجامعة بالإطلاع على الخطة الخمسية، والتي رفض بسببها تعينهم، ليعود يخبرنهم أن القسم لا يسير على الخطة الخمسية، حين أخبروه بوجود عجز في عدد المعيدين بالقسم، ليراوغهم بالكلمات ليخرجوا بأيدي فارغة من اجتماعه معهم، وموضحًا أنه على العكس هددنا بأننا يجب أن نعتذر لعميد الكلية، وإلا سنفقد فرصتنا في العام المقبل، مما جعل والدي يتقدم إلى عميد الكلية ويعتذر منه، ويوعده الدكتور رزق أنه سيعيننا ولكن العام المقبل، ليتسأل سعد كيف يعيننا العام المقبل رغم أنه سيحال على المعاش في نهاية الترم.
ويظل أحمد سعد متمسكا بموقفه، ساعيا وراء حقه في التعيين، رغم العروض التي جاءته من أساتذة بهولندا ولندن وأمريكا، إلا أنه أختار أن يتمسك بحق داخل بلده، وأن يفيدها قبل أن يفيد غيرها، وسيقوم برفع قضية ويطالب المحامي بالإطلاع على الخطة الخمسية التي تحجج بها رئيس الجامعة.
وأشارت والدة أحمد سعد، لـ"الوطن"، بأنها لن تتردد في الاعتصام أمام وزارة التعليم العالي؛ حتى يسمعوا شكواها، وإن لم يهتموا سوف تقوم بإشعال نفسها أمام الوزارة لتكون أول أم تقتل نفسها من أجل وليدها، على حد قولها.
ولم يكن أحمد الوحيد الذي واجه ذلك المصير، فشاركه به عبدالله طارق محمد، من نفس القسم ولكنه الأول على شعبة الجيولوجيا، والحاصل على المركز السابع على الكلية بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، ليؤكد عبد الله أنه قد تم انتدابهم في الفصل الدراسي الأول كمراقبين على اللجان، حيث وضعوا امتحانات العملي للطلاب طبقًا لقرار القسم بانتدابهم مقابل أجر في الترم الأول إلا أنهم لم يتقاضوا شيئًا.
وأضاف "طارق" أن القسم قد بلّغ عن حاجته لمعيدين بالفعل في أولى جلساته بعد ظهور النتيجة، ورفعت لمجلس الكلية، والذي بدوره أوصى بالموافقة على احتياجات الأقسام العلمية؛ لتكليف المعيدين لعام 2012-2013 دون استثناء أي قسم، إلا أن أوائل القسم قد تم استثنائهم من التعيين، وتم تعيين ثمانية أخرين بينهم من هم أقل في التقدير.
ويكمل عبد الله، حيث وصف قرار مجلس الجامعة بأنه "غير منصف"، ولقد تم تعيين من هم أقل منهم في التقدير رغم أنهم حاصلين على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف، وطبقا للمواد 133 و136 و137 من قانون تنظيم الجامعات، فإن شروط التعيين تنطبق علينا بالإضافة إلى أن المواد تنص على أن التعيين يكون للأعلى في التقدير وهو ما خالفته الجامعة في تعينها من هم أقل منا، وأن قرار رئيس الجامعة في التعيين يكون بناءا على قرار القسم، والذي بدور قدم جوابات تفيد احتياج القسم لمعيدين؛ لوجود عجز ثلاث درجات بالقسم، مؤكدا أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم مهما حدث.
بينما قال الدكتور محمد جلال الإبياري، الرئيس السابق لقسم الجيولوجيا حتى شهر سبتمبر الماضي، "إن عميد الكلية استغل وظيفته، وقام بتعيين من تقدم بأوراق غير صحيحة، وتخطى من تقدم بأوراق صحيحة، بادعاء أنها توجيهات المستشار القانوني للجامعة، مما يضر بسمعة جامعة حلوان، مستغلًا وظيفته رفض استعاض درجتي المعيدين بالخريجين بقسم الجيولوجيا، وذلك إضرارًا بالعملية التعليمية بقسم الجيولوجيا في مخالفة صريحة لقانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية".
وعقب الدكتور رزق عبد المنعم، عميد كلية العلوم، على الأمر قائلًا "لا يوجد تأخير في تعيين أوائل قسم جيولوجيا، لأننا لم نعين منهم أحد لعدم حاجة القسم لتعيين معيدين"، مؤكدًا على أن الكلية تسير من خلال خطة عمل خمسية تحدد عدد المعيدين التي في حاجة إليهم، وبناء عليه لا تسطيع الجامعة تكليف المعيدين إلا بعد الرجوع للخطة.
ويؤكد عبد المنعم أن الجامعة منذ سنتين تكلف ثمانية معيدين في حين يوجد بالكلية 6 أقسام علمية من بينهم قسم الجيولوجيا، ويتم توزيع الثمانية تكليفات على حسب احتياجات كل قسم بالتناوب كل عام، فقسم الجيولوجيا هذا العام ليس بحاجة لمعيدين مثل باقي الأقسام، حيث أنه أقل الأقسام طلابًا، بالتالي عدد المعيدين بالنسبة لعدد الطلاب عدد مقبول.
وأضاف دكتور عبد المنعم أن التعيين يكون بناءً على الخطة الخمسية، فلا يمكن أن تزيد نسبة المعيدين بالأقسام العلمية عن نسبة محددة، وإلا ستحدث أزمة بالكلية، ويكونوا "عالة" على ميزانية الجامعة، على حد وصفه.