أداؤه باهت طوال الشهور الماضية ورصيده من مشاريع القوانين صفر
مؤتمرات «فى حب مصر» قبل تسميتها ائتلاف «دعم مصر»
ترصد «الوطن» أداء ائتلاف دعم مصر خلال دور الانعقاد الأول لمجلس النواب، حيث شهدت بداياته ضربات موجعة بعد فشله فى معركتى «وكيل المجلس» و«الخدمة المدنية»، فيما نجح الائتلاف فى الموافقة على استقالة المستشار سرى صيام، وتمرير اللائحة الداخلية، وحصد 16 مقعداً فى رئاسة اللجان النوعية، إلا أنه تعرض لضربة قوية برحيل اللواء سامح سيف اليزل، حيث شهد المجلس أداء باهتاً له، فلم يتقدم بأى مشاريع قوانين، وحتى مشاريع القوانين التى تمت الموافقة عليها «القيمة المضافة» و«الخدمة المدنية الجديد» جاءت بضغط من الحكومة، وينتظر الائتلاف انتخاب رئيسه الجديد، خلال الأسابيع المقبلة، لتنفيذ خطة تشريعية ورقابية جديدة خلال دور الانعقاد الثانى.
وتأتى المعركة الأولى، التى كانت بمثابة ضربة مبكرة وقاسية للائتلاف، وذلك خلال انتخابات وكيلى مجلس النواب، حيث أسفرت الانتخابات عن فوز النائب سليمان وهدان، مرشح حزب الوفد، الذى ترشح فى مواجهة الدكتور علاء عبدالمنعم مرشح الائتلاف، وهو ما اعتبره البعض دليلاً على عدم قدرة الائتلاف على السيطرة على أعضائه.
دعم مصر: حصد 16 مقعداً فى رئاسة اللجان ونجح فى تمرير اللائحة الداخلية للبرلمان وفشل فى معركتى «الخدمة المدنية» و«الوكيل»
بينما المعركة الثانية التى فشل فيها مبكراً فكانت تمرير النسخة الأولى لقانون الخدمة المدنية، التى تم التصويت عليها فى شهر يناير الماضى، حيث فشل فى حشد أعضائه للموافقة عليه، حيث أسفرت نتائج التصويت الإلكترونى على «الخدمة المدنية» عن رفض 332 نائباً، بينما وافق 150 نائباً، وامتنع عن التصويت 7 نواب، وذلك رغم إعلان اللواء سامح سيف اليزل زعيم الأغلبية الراحل، أن الائتلاف سيصوت بالموافقة على تمرير القرار بقانون، إلا أن نتائج التصويت جاءت بخلاف ذلك نتيجة الضغط الذى مارسه المواطنون بالدوائر على النواب.
ولكن ما لبث الائتلاف، برئاسة اللواء سامح سيف اليزل، أن أعاد ترتيب أوراقه من الداخل، وتنقية أعضائه من المخالفين لقراراته فى معركتى «الوكيل» و«الخدمة المدنية»، حيث استبعد 100 نائب، فى ذلك الوقت، لم يلتزموا بقراراته، فضلاً عن تنفيذ تغييرات على مستوى المناصب القيادية ووضع نظام جديد للتواصل مع النواب، من خلال تخصيص نواب تواصلاً سياسياً على مستوى كل محافظة، لتلافى أخطاء الماضى، وضمان الالتزام بقراراته.
الائتلاف ينتظر انتخاب خليفة رئيسه الراحل الجديد لتنفيذ خطة التطوير وسط منافسة ساخنة بين 3 من القيادات البارزة
وبالفعل نجح الائتلاف فى العودة بقوة، ونجح فى الفوز بمعركتين فى غاية الأهمية، الأولى: الإطاحة بعضوية المستشار سرى الصيام، بعد أن تقدم الأخير باستقالته، وصوّت المجلس، بحشد منه على قبولها بموافقة 301 عضو، والثانية: تمرير اللائحة الداخلية لمجلس النواب على الرغم من الاعتراضات التى واجهتها من جانب حزب المصريين الأحرار وعدد من المستقلين، خصوصاً فيما يتعلق بشروط تشكيل الائتلافات وتمثيل الهيئات البرلمانية باللجنة العامة للمجلس، واستطاع الائتلاف فى النهاية تمريرها على الرغم من تصعيد «المصريين الأحرار» و«الوفد» و«25-30».
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فما لبث أن بدأت قوة الائتلاف فى الظهور، إلا وتعرض لضربة قاسية غيرت كافة حسابات الائتلاف، وهى وفاة مؤسسه اللواء سامح سيف اليزل، حيث تأثر الائتلاف بشدة برحيله، وخسر جزءاً كبيراً من قوته التى اكتسبها على مدار المعارك التى خاضها، فكانت آخر المعارك القوية التى خاضها انتخابات اللجان النوعية، التى تم التجهيز لها أثناء وجود «اليزل»، إلا أن حصدها تم بعد رحيله، حيث فاز الائتلاف بـ16 مقعداً برئاسة اللجان النوعية من إجمالى 25 لجنة نوعية.
وبعد رحيل «اليزل»، وتولى اللواء سعد الجمال مسئولية رئاسة الائتلاف مؤقتاً لحين إجراء انتخابات، حيث انحسر دوره بعد توليه المسئولية، ليس لتقصيره، وإنما لعدم خوض انتخابات رسمية على رئاسة الائتلاف، حيث ظل الائتلاف لفترة طويلة لم يقم بأى نشاط ملحوظ بالمجلس، فلم يتقدم بأى مشاريع قوانين، وحتى القوانين التى تم تمريرها والتى أعلن عن دعمه لها وعلى رأسها «الموازنة العامة» و«الخدمة المدنية الجديد» و«القيمة المضافة» تمت بضغط من حكومة المهندس شريف إسماعيل، واستجاب النواب لتمريرها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، وبالتالى معركة الائتلاف فى الأساس.
ومع ذلك بدأ الائتلاف فى إعادة ترتيب نفسه من جديد، حيث دشن أمانة فنية مختصة بالجانب الإعلامى والتشريعى داخل الائتلاف، وقال المهندس مروان، مستشار التخطيط السياسى لـ«دعم مصر»: «دور الانعقاد الثانى سيشهد الميلاد الحقيقى لائتلاف دعم مصر، فكل الأحزاب والكيانات البرلمانية الموجودة ستكون مسئولة أمام المواطنين، سواء فيما يخصه بدوره التشريعى أو الرقابى حتى يشعر المواطن بأهمية هذا المجلس وأنه بالفعل يعبر عنه ويترجم مشاكله وأحلامه فى شكل قوانين ودور رقابى، لذلك سيسعى الائتلاف خلال الفترة المقبلة لتبنى أجندة تشريعية معلنة، تكون معبرة عن المواطنين بشكل فعلى».
الجدير بالذكر، أن الائتلاف تقدم بأوراق تدشينه رسمياً عقب إقرار اللائحة الداخلية لمجلس النواب، بعضوية 315 عضواً، ويشارك فى الائتلاف عدد من الأحزاب البارزة على رأسها «مستقبل وطن» و«حماة وطن» و«الحرية» و«المؤتمر» و«الشعب الجمهورى».
ويستغل ائتلاف دعم مصر إجازة دور الانعقاد الأول، وذلك لإجراء انتخابات داخلية لاختيار رئيس الائتلاف الجديد، بعد رحيل اللواء سامح سيف اليزل، حيث ينافس على هذا المنصب، بشكل غير معلن حتى الآن، 3 من القيادات البارزة بالائتلاف، وهم اللواء سعد الجمال، الرئيس المؤقت للائتلاف، الذى يتمتع بشعبية بين النواب، والدكتور أحمد سعيد، نائب رئيس الائتلاف، الذى لديه علاقات قوية بالنواب باعتباره كان أحد المسئولين عن الجولات المكوكية لتأسيس الائتلاف، والنائب طاهر أبوزيد، الذى كان يتولى لجنة تشكيل اللجان النوعية، وهو ما سمح له بعلاقات قوية مع النواب، وينتظر الائتلاف اختيار رئيسه الجديد لبدء تنفيذ خطة لإعداد أجندته التشريعية والرقابية بالمجلس.